Hûn Bi Xêr Hatin Malpera Xwe

21‏/02‏/2010

أنواع «الكردو» السوري




لقمان ديركي

ينقسم الكردو في سورية إلى ثلاثة أقسام:
كردو الجزراوي: وهو الكردو الذي يأتينا من منطقة الجزيرة، وأشهر مدن الكردو هناك الدرباسية، لأنها مدينتي شخصياً، ولأنها مسقط رأس جميع الأمناء العامين للأحزاب الكردو سورية، وقد حيكت الأساطير حول هذه النقطة بالذات، فقالوا إن أهالي عامودا أسسوا حزباً جديداً نكاية بالدرباسيين، ثم اختلفوا حول هوية الأمين العام لشدة تكاثر الشعراء والمثقفين عندهم، فاضطروا درءاً للخلاف إلى استيراد أمين عام من الدرباسية، ويأتي الكردو العامودي مباشرة بعد كردو الدرباسي، وتشتهر عامودا بكثرة الشعراء، ويقولون إن سبب ذلك هو أن أبناء الصف العاشر في الشعبة الثانية كانوا يحبون ابنة صفهم التي نقلوها إلى الشعبة الأولى، فكتب الطلاب القصائد الحزينة عن فراقها، وأصبحوا شعراء. وقبل موجة الطلاب برز العديد من الشعراء وأشهرهم سليم بركات وآل الحسيني من محمد عفيف ومحمد نور إلى جميل داري وعبد المقصد الحسيني، وهو شاعر سوريالي نسبة إلى سورية وليس إلى السوريالية، وتأتي ديريك التي سموها بالمالكية درءاً للمخاطر القومية، وهكذا تحول اسمي أوتوماتيكياً من لقمان ديركي إلى لقمان المالكي على الرغم من أنني لست من أحفاد أنس بن مالك، بل من أحفاد أنس بن ديريك، وتشتهر ديريك بعين ديوار ونهر دجلة وشعرائها الذين يكتبون بالكردية، وبالكوجر والآشيتيين الذين يحبون الحلاوة، وهناك حكاية تقول إن الحكومة فتحت في ديريك معملاً للحلاوة، فكان الكوجر والآشيتيون يذهبون إلى المعمل أفواجاً أفواجاً ويشترون الحلاوة بالأطنان، حتى أن أحدهم صرّح لقناة الجزيرة الجزراوية وليس القطرية قائلاً بفم مليء بالحلاوة: والله هذا المعمل أحسن من الحكم الذاتي، وهناك الحسكة، وهي مركز المحافظة رسمياً فقط، حيث يتكاثر الكردو الشغيل الذي يحب تعلم المهن والحرف، بينما يتواصل كردو من سري كانييه أو رأس العين مع كردو ما فوق الخط في تركيا الشقيقة، وخاصة في الأعياد عندما يأتي كافة أنواع الكردو الجزراوي إلى رأس العين للقاء أقربائهم من الكردو من تركيا على المعبر الحدودي في يوم اللقاء أو الكورشما في الأعياد، ويشتهر الكردو السريكاني بالشاعر العظيم يوسف برازي والفنانين محمود عزيز ومحمد علي شاكر ومحمد أمين كيكي، أما العاصمة القامشلي فهي مركز للنخبة من آل كردو ومصدر أساسي للمطربين، ومن أشهرهم مروانكه ولايي رمو وصلاحو الذي هاجر إلى ألمانيا بعد أن تكاثر المطربون وتضاءلت الأعراس تاركاً المدينة لأبناء رمو، وعلى رأسهم عبد القادر سليمان وشقيقه مسعودو.


كردو الكرداغي: وهو كردو المنحدر من جبل الأكراد أي عفرين وما حولها، ويشتهرون بالكريف أو عازفي الطبل والزرنة، وهذا مايهدد تواجد المطربين بسبب إحترام كردو الكرداغي القديم للكريف أكثر من المطربين الذين يحبهم كردو الكرداغي الحديث، كما أن كردو الكرداغي يحب الكبة النية والأكلات النباتية أكثر من اللحوم التي يحبها باقي سلالة الكردو في سورية، ويتفنن بصنع المازوات وخاصة مشتقات الزيتون، وهم يحبون ابراهيم تاتليسيس وعزت وعلي تجو وجميل هورو ويدلعون أحمد فيقولون له «إيحو».

كردو الكوباني: وهو كردو يعيش بين المسافتين في مدينة كوباني التي سموها عين العرب لتعميق أواصر الصداقة بين كردو وعربو الذي لم يقطن في هذه المدينة رغم أن اللحم بعجين فيها ممتاز وخاصة مع الجاجيك، وكذلك الكباب بالباذنجان والكباب الحلبي، حتى أن كردو الجزراوي لايصدق أن الباص توقف في استراحات كوباني حتى يتراكض لطلب الكباب واللحم بالعجين، كما يشتهر كردو الكوباني بالصيادلة والأطباء مثل باقي الكردو، وبالإضافة لذلك يشتهر كردو الكوباني بالتخصص بحفر الآبار، وقد تجد حفاري آبار في المغرب من كوباني، ويحب كردو الكوباني أغاني محمود عزيز وقصائد يوسف برازي من رأس العين، ويفتخر بتحفته الفنية عازف العود الرهيب والمغني العجيب رشيد صوفي.

ويبقى هناك كردو الشامي أو كما يسمي نفسه «كرمانجيه شاميه»، وهم يستوطنون حي الأكراد في جبل قاسيون وزورآفا قرب مشروع دمر، ومنهم عادة كردو التاجر وكردو السياسي الموديرن، أما كردو الحلبي فهو نسخة عن الكردو الكرداغي معدل بعد التمازج مع كردو الجزراوي الذي سكن في حلب، وهو يقطن في الأشرفية والسريان وجبل سيدة وشيخ مقصود، ويبقى كردو الجبلي قرب الساحل وأشهر قراه سلمى ودورين، كما أن هناك كردو الجبلي الآخر قرب إدلب، ويشتهر هذا الكردو بابراهيم هنانو راكب على حصانو، وأوغربن وسرجافا وإلى اللقاء.





* لقمان ديركي

ليست هناك تعليقات: