Hûn Bi Xêr Hatin Malpera Xwe

28‏/01‏/2010

Bajarê Dirbêsiyê -Hoz û êlên wê -Gundên wê




Gundên wê

Bab Salam -Bebe Mehmûdê-Berkevirê
-Bircê-Bişêrîyê-Bîrikê a Koseka
-Bîrikê-Cenaziyê-Cewzat ê Sarxwana
-Cewzat ê Sim,êla -Cideydê
-Cirêba -Cirnê Reş -Cirnik
-çetelê-çolbestan-Delawîyê-Dikûkê
-Dîbek-Dûzik-Dûzik
-Ebû Ciradê-Ebû Galê-Ezîzîyê
-Farqînê-Ferhîyê a mala Behlo
-Ferhîyê a şêxan -Gagurîyê
-Girê Mîr-Gola a Remaka
-Gola a Sim,êla -Heno-Hepo
-Heramreş-Heramreş ê Sarxwana
-Hewaşîyê-Idamiya a Remaka
-Idamiya a şêxan
-Idamiya a mala Meyiro
-Idamiya a mala Ellawî
-Itêşanê-Kerbetilî-Kothê
-Kevra-Kox-Meşqoqê-Midewrê
-Miçefa-Miselem-Mişêrfê-Mişwalê-Mixato
-Mi,yaş a mele Mûsa -Mi,yaş a Koseka
-Nebhan-Nemrûd-Nofelîyê
-Qasimîyê a Remaka-Qasimîyê a Sim,êla
-Qeredax-Qerequyê
-Qeynter-Qitînê-Reşîdîyê
-Rihîkê-Rîhanê-Rîhanîyê
-Salihîyê a mala Kûtê -Salihîyê a şêxan
-Se,diyê-Sefer-Selam -Seyranê-Sêbîrka
-Sêgir ê jor -Sêgir ê navîn -Sêgir ê jêr
-Sifêra-Simada-Sinceqê
-Sîha1-Sîha2-Sindoqlî
-Sorsorkê a mala Mîrzo
-Sorsorkê a mala Mi,îş
-şerefîyê-şefqet-şor a rojhilat
-şor a rojava -şûnîyê
-Tewrat-Til beqrê-Til dîkê-Til dîkê
-Tilêlûn-Til Gidîşê-Til kember
-Til Kermê-Til Reşîd-Til Teyrê
-Til Xezal-Tirêfawî-Um Dibis
-Wehşik-Xasê-Xasikê-Xatûna
-Xenamiyê-Xerabkort-Xiraro
-Xirbê Ezê-Xirbit îd-Xirbê Soda-Xwêtla-Xişêfîyê
-Yarimciyê1-Yarimciyê 2
-Zêdîyê... û hinên din

Hoz û êlên wê,jêre tê gotin(Kîkan)

-Azîzî-Sarxwanî-Remakî-şêxan-Omera
-Hîskî-Sim,êlî-Kosekî-Xelecî-Sorkî-Sûrkçi
-Dêrikî-Cewzatî-Hebizbinî-Tixûbî-Mendikî
-çiyayî-Metînî-Lalanî-Morîkî-Sînkî-Dimilî
-Deştî-Mêqerî-Necarî-Mihacir-Omerî-Mûsîkî
-Tûzikî-Erbanî-Badînî-Badilî-şûrtazî-Meşkînî
-Têznî-Tehewî-Gergerî-şêbî-Cilînî-Baravî-Risînî
-Silîvî-Qerehkoyî-Hesenî-Kurimî-Mercî-Xursî-
û hinên din....

21‏/01‏/2010

Nîgarê te,,helbest,bavê rewşen



Qêrîna te bi şewatî tê guhê me
Birînek kûr te berda nav dilê me
Giran barek te danî ser dilê me
Nîgarê te ji ber çavê me naçe
Tu doza kurd tu armanc û nîşne
Ronakî çav tu xwîna dil û cane
Jiyan bê te jibo me tev bi jane
Nîgarê te ji ber çavê me naçe
Dibînim te di fira kew û çûka
Li govenda di xeml û xêza bûka
Di şîna de di rondikê li rûka
Nîgarê te ji ber çavê me naçe
Di cavên wan hemî ziçên li cola
Di qeşmûşên ewê xwîna li gola
Di gum gum û gerînoka li hola
Nîgarê te ji ber çavê me naçe
Di xuşxuş û di pêlên wan çeman de
Di sorbûna şimamokên leman de
Dibînim te di şahî û xema de
Nîgarê te ji ber çavê me naçe
Li ser derya li zozan û şikêra
Li ezmana di nîvê wan stêra
Dimeyzînim li hîvê tim tu pêra
Nîgarê te ji ber çavê me naçe
Ku rok û hîv ji banî werne xwarê
Cihan tev de navê te bit şimarê
Bi dûr naçin tucarî ji vê rêwarê
Nîgarê te ji ber çavê me naçe
Ji nîv gorê mirî rabe bi jîn be
Merovên sax ku bê can û bê xwîn be
Bi avdanê li şûva ku xwê şîn be
Nîgarê te ji ber çavê me naçe
Tu doza kurd tu armanc û nîşane
Ronakî çav tu xwîna dil û cane
Jîyan bê te jibo me tev bi jane
Nîgarê te ji ber çavê me naçe

17‏/01‏/2010

من الدرباسية( 1/ 12)


خالد عيسى

عندما كان الملازم أول محمد غباش مديراً لناحية الدرباسية، قبل أن يصبح فيما بعد وزيراً للتموين، وزيراً للداخلية، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، ومن بعده، في عهد النقيب حيدر مرزوك، وباسم الاشتراكية العربية، والزحف العربي المقدس، تم الاستيلاء على قسم كبير من أراضي الملاكين الكرد حوالي الدرباسية. ونتيجة لذلك أصبح قسم من الأراضي ملكاً للدولة.

وعندما كان محمد حيدر وزيراً للزراعة ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، قبل أن يهرب من سورية ويقيم في أمريكا، كان حسين حسون محافظاً للحسكة، وحسن نحاس مديراً للزراعة، و الملازم أول محمد صبيح مديراً للناحية في الدرباسية، في هذا العهد تم توزيع قسم من أراضي الأكراد على بعض العشائر العربية التي تم توطينها في الجزيرة.

فتم تجريد الكثير من الفلاحين الأكراد من الأراضي التي كانوا يستثمرونها، وخاصة العائلات التي كانت السلطات العربية السورية قد جردتها من الجنسية السورية. فتحول هؤلاء الفلاحون إلى عمال زراعيين موسميين، أو إلى حرفيين، أو إلى مهربين أو مهاجرين متشردين في ديار الغربة.

تقع قرى دليك و ملك و شرك ضمن قطاع قبيلة آزيزان الكيكية، و كانت أغلبية الأراضي في هذه القرى الثلاث من ملكية عائلة عربو الآزيزية، فبالإضافة إلى أفراد هذه العائلة الكبيرة، كان العديد من الفلاحين يستثمرون هذه الأرضي البعلية مقابل حصة من الإنتاج (الحاصل).

-2-

كان محمد أمين شيخو من الفلاحين المجردين من الهوية و الأراضي. وكان قد تحول وعائلته، فيما بعد، إلى عمال موسميين يعملون في مشاريع القطن المروية على ضفاف نهر زركان، وخارج المواسم كانوايعودون إلى دليك.

بينما احتفظ عمه برو (ابراهيم)، و ولده الوحيد شيخموس بدارهم في قرية ملك، هجر محمد أمين مع عائلته إلى الدرباسية، وتوفي فيها عام 1980. وسأروي، في مكان آخر، كيف قمت شخصياً بغسل جنازته، بعد أن اعتذر العديد من الملالي من القيام بهذا الواجب. دُفن محمد أمين في مقبرة الدرباسية، وأخذ معه كل ثرواته من المجوهرات، و ذاب في ضريحه الترابي. وما عدا أصحاب الكرامات من أمثال الخوجة خضر، لم يعد أحد يعرف عنه وعن مجوهراته أي أثر.

تشردت عائلة محمد أمين في ضواحي دمشق طلباً للعيش. وقيل لي بأن زوجته فاتى(فاطمة)عادت مع بعض من أفراد العائلة إلى الدرباسية في بداية عام 2008، والتحقت بزوجها، في مقبرة الدرباسية، في منتصف شهر أيار من هذا العام .

في مساء إحدى أيام شهر رمضان، بينما كان محمد أمين مستلقياً على حصيرة في داره الترابي، يتابع بقلق أولاده الأربعة، فخرو( فخرية) وحميدى (حميد)، و حمدو (حمدية) وحلو (يوسف)، وهم يتحدثون عن أحلامهم فيما قد يحصلون عليه من ثياب بمناسبة قدوم العيد، و زوجته فاتى ، التي كانت مصابة بالربو، و التي كانت تسعل أكثر من زوجها المدخن، كانت تحضر طهي البرغل، دخل عليهما صديقه صوفي إبراهيم، ذلك الطبيب الشعبي المعروف في قرى آل عربو وفي الدرباسية فيما بعد.

كان صوفي إبراهيم رجلاً يزيد محمد أمين سناً، و ذي لحية بيضاء خفيفة، و كان نحيفاً وطويلاً، ويرتدي معطفاً طويلاً (تراشكوتاً). كان، منذ لا أدري متى، قد فقد إحدى عينيه، و استعاض عنها فيما بعد بعين بلورية. ولقد حضرت، عندما كنت طفلاً، جميع الجلسات الطبية التي كان يقيمها الصوفي المطبب لامرأة محجبة كانت قد ظهرت كونيرة (تمله) في ثديها الأيسر.

بعد مراسيم الترحيب، وعند الغروب، كسر الجميع صيامهم بالتمرة المباركة، ومن ثم تناول الجميع بشهية البرغل و البصل الجاف على الحصيرة. وبعد أن تأكد محمد أمين بأن صديقه قد شبع وارتوى كافياً بالدو(عيران)، بدأ بلف سيجارة من التبغ الخرسي، لكنه سرعان ما لاحظ بأن صوفي إبراهيم يرتعش، و يتلفظ بعبارات متقطعة لم يستطع فهمها. و بإشارة من رأسه، طلب محمد أمين من زوجته،إخلاء الغرفة.

وعندما أخذت فاتي أولادها إلى الغرفة الثانية، بشّر صوفي إبراهيم صاحبه محمد أمين، وقال بأن الحظ قد ابتسم لهما. وقال بأن الخوجة خضر قد جاء في منامه و أبلغه بوجود خزينة من الذهب، على بعد ثلاثة و ثلاثين خطوة من حجر الكداسترو (شواخص تحديد الأراضي)، الموضوع في السفح الشمالي من تل شِركِ، المشرف على حقل الألغام وعلى متاريس العسكر التركي.

وكانت فرحة محمد أمين في أوجها عندما سمع بأن الخوجة خضر قد قال لصوفي إبراهيم بأنه عليه اصطحاب محمد أمين معه، لفتح الخزينة و مشاركته في محتوياتها مناصفة.

أثنى محمد أمين على صاحبه، وحمدَ رب العالمين، وأكثر في الصلاة والسلام على الرسل والأنبياء، وعلى الأولياء الصالحين من أمثال الخوجة خضر. كان محمد أمين مسلماً ومن حفظة القرآن، لكنه لم يكن يفهم من الكلمات العربية إلا ما ندر. وكان يتقن كل ما يصلح من تلك اللغة لتطعيم قصصه الفكاهية.

بعد سماعه بأن الخضر قد تذكره في حلم صديقه، ترسخت عقيدة محمد أمين، و تيقن له وقتها بأن الإرادة الربانية أقوى من السلطات السورية التي جردته من جنسيته وحرمته من استثمار أرضه. فها هو قد اقترب من استعادة أثمن ما في تلك الأرض من مخزون، و سينال ما يكفيه من إعالة عائلته، وتعليم أولاده الصغار، وشراء كل الهدايا التي يحلمون بها.

و لكن استأنف الصوفي إبراهيم حديثه، وقال بأن الخوجة خضر قد اشترط عليه أن يتم التنقيب في ليلة مظلمة (بدون قمر)، وأن لا يستخدم الشريكان في التنقيب إلا رفشاً واحداً، و يجب أن يكون هذا الرفش ألمانياً.

أصّر الصوفي على ضرورة كتمان الأمر, و تنظيم العملية بسرية تامة، و إلا لفسد الحلم، واختفت الخزينة. فوافقه محمد أمين على ذلك، و وثق عهده لصديقه بالطلاق البائن، ولم يبق بينهما و بين الخزينة سوى التنفيذ.

قال الصوفي أنا أتيت بالخزينة، و ما عليك يا محمد أمين سوى الحصول على رفش ألماني، وبعد الانتهاء من التنقيب، سيكون من نصيبك نصف الخزينة.

بدأ محمد أمين يفكر في أفضل السبل وأسرعها للحصول على رفش ألماني. وتداعت أفكاره، واستذكر خلافه و قطيعته مع خالته بسبب تجارة الرفوش الألمانية (ما ذكرناه في الحلقة الأولى). في هذه الأثناء، سارع الصوفي إبراهيم في تغيير قعدته، وأعاد تذكير صاحبه بأنه هو الذي جلب الخزينة، ومن العدل والإنصاف، أن يطلب من صاحبه السماح له بأخذ بضعة ليرات ذهبية أكثر منه. لكنه أكدّ بأنه صاحب ضمير، وأنه لن يخالف تعليمات الخوجة خضر، و بدون رضاء صاحبه لن يأخذ أكثر من نصف الخزينة ولو قطعة واحدة من الذهب. فاعترف محمد أمين لصاحبه بالحق في بضعة ليرات إضافية أكثر من حصته، مكافأة لأمانته في نقل وصية الخوجة خضر.

كان حديثهما ينقطع كلما دخلت فاتى عليهما لجلب الشاي أو لأخذ الكاسات، ولكنها أحست بأن شيئاً يدور بين الصاحبين بدون علمها. و ازدادت شكوكها بالصاحبين عندما سمعت الحديث عن الذهب، فقلقت كثيراً و أصبحت مخاوفها تزداد عندما أصرا على عدم شرح الموضوع لها. وربما استشعرت منذ ذلك الوقت بأن محمد أمين سيتزوج عليها.

فكّر محمد أمين كثيراً في كيفية الحصول على رفش ألماني، و في النهاية تبين له بأنه لا توجد وسيلة للحصول على رفش ألماني سوى مصالحة خالته. ومصالحة الخالة مهمة صعبة، ولكن استعارة رفشها الألماني مهمة أصعب. لأنه يعرف بأن خالته ستسأله، بشكل أكيد، عن سبب استعارة الرفش إن طلب منها إعارته، وهو ملزم بكتمان السر، و إلا فالخزينة لن تفتح.



يتبع

16‏/01‏/2010

السيدة العذراء تظهر وتنهر في الدرباسية


لطالما سمعنا قصص لظهور الأنبياء والرسل في بيوت البعض، أو لمراودتهم حلماً قد يكون مؤشرا لما سيحدث مستقبلاً أو ربما قد تكون رسالة ومؤشر الى أن ما كتب في الكتب السموية صحيحاً وأن الله يريد منا أن نؤمن به وبرسله أكثر.. وقد تكون انت ممن لا يصدقون هذه الروايات ولكن اليك قصة أحد المنازل السورية الذي تحول الى محجاً لآلاف الزوار.

ذكرت أن أبناء محافظة الحسكة يتناقلون أنباء عن ظهور لصورة السيدة العذراء في منزل بمدينة ” الدرباسية ” شمال الحسكة 80 كم على الحدود التركية.

وفي التفاصيل أن صديقاً لعائلة من آل ” خطاب” حل ضيفاً عليها في مدينة الدرباسية وبقي للمبيت، ويدعي الضيف بأن السيدة العذراء نهرته مرتين ليستيقظ لأنه نام فوق صورتها، وقتها لم يستطع الضيف النوم وبقي للصباح الباكر ليخبر مضيفه بالأمر.

وبعد البحث لم تظهر صورة العذراء ولكن بعد فتح الباب وإضاءة أرضية الغرفة بضوء النهار، ظهرت صورة للسيدة العذراء وهي حاملة لطفل يعتقد بأنه للسيد المسيح عليه السلام.

وفور خروج الضيف من المنزل انتشر الخبر بسرعة في أرجاء مدن وريف الدرباسية كلها ليتحول هذا البيت محجاً ومزاراً للألاف من الزوار، وقد تم وضع حاجز بلوري على مكان ظهور الصورة ليراه الزائرين لهذا المكان ” المقدس ” بحسب مايدعيه زواره

12‏/01‏/2010


Kevokê:Helbest:Zoryar Tehlo


Kevokê bifir bifir
Li banê dirbêsiyê bifir
Li yara min temaşeke
Gelawêja şeveqe

Dêm û cehre erxweanî
Ji mendehoşên sibhanî
Xunava li ser rîhanî
Paytexta deşta kîkanî

Cih û warê yara şox
Ji mir bîne xeber û salox
Tîna himbêz û agoş
Gava min şîr jê dinoş

Xweş dîmen û devliken
Cadû ye bejna şewşen
Perwer û qurnaz û resen
şîwaz û zîz û rewşen

Dûr im îro dilbirîn
Kanî semeng û şevborîn
Dil û hinav tev bûye jan
Kanî derman û hetwan

Cendîn xelat in li cîhan
Her tu ye bo min ermixan
Carekê e,jî bifiryama
Li wê xakê danîbama



zoryar Tehlo

11‏/01‏/2010

الدرباسية


الدرباسية




سبب تسمية هذه المدينة باسم الدرباسية هو تيمناً باسم القديس مار آسيا الذي كانت له كنيسة رئيسية فخمة في قريتهم المنصوريّة (تركيا) ومن يقف خارج مدينة الدرباسية ويتطلع إلى شمالها يرى الطريق مفتوحاً أمامه إلى كنيسة القديس مار آسيا في المنصورية، لذلك استهوى هذا الموقع أولئك الهاربين من طاغوت العثمانييّن، وأطلقوا عليه في حينه (درب القديس مار آسيا) واختصاراً (درب آسيا) وهذه الكلمة المركبة تُلفظ اليوم وكأنها كلمة واحدة (الدرباسية) بعد أن أضيفت إليها “أل التعريف” حسب خصوصية اللغة العربية . فهذا اللفظ مركب من كلمتين (درب) و (آسيا) أما اللفظ الأول فقد ورد في قاموس المصباح: ” الدرب هو المدخل بين جبلين والجمع دروب وليس أصله عربياً والعرب يستعمله في معنى الباب.

أما لفظة آسيا فهي الأخرى سريانية: ܐܣܝܐ أي الطبيب والحكيم الذي يشفي أمراض الناس وهنا تعني القديس مار آسيا الذي سمي كذلك بالسريانية لأن الله كان قد خصّه بموهبة شفاء الأمراض .

قد يتساءل المؤمن القارئ كيف ذلك؟

الجواب: إن وجود كنيسة القديس مار أسيا التي كانت في المنصورية جنوب ماردين (في تركيا حالياً) قديم جداً يرجع إلى مئات السنين، وكان معلوماً عند الناس في هذه المنطقة بأن القديس مار أسيا الحكيم هو شفيعٌ للمرضى، ولذا فإن الناس من كل الجهات كانت تحمل مرضاها قاصدة الكنيسة التي على اسمه في المنصورية لنيل الشفاء من ربنا يسوع المسيح بشفاعته، وإن مرور الناس عبر السنين من جهة الجنوب كان عبر هذه الكورة التي تسمى اليوم بالدرباسية. وحيث كان الناس قديماً يتكلم معظمهم اللغة السريانية لذا فإن هذه المنطقة والطريق الذي يمرّ منها مؤدياً إلى المنصورية حيث كنيسة مار أسيا أطلقوا عليها باللغة السريانية الخالدة “ܕܰܪܒܳܐ ܕܐܳܣܝܽܘܬܳܐ” لفظها بالعربية (دربو دأسيوثو) ترجمتها (طريق الشفاء). وحينما تعربت طريقة لفظ الكلمة أصبحت درباسية، ومع إضافة أل التعريف أصبحت الدرباسية). ولا يفوتنا أن نذكر ملاحظة هامة وهي أن الدرباسية كانت القرية التركية المُقابلة اليوم للدرباسية السورية اللتان يفصل بينهما خط الحدود. وحينما رحل أبناء شعبنا من المنصورية إلى سورية بسبب الاضطهادات التي حدثت لهم فإنهم قاموا ببناء كنيسة مار أسيا ومن حولها المدينة وسمّوها الدرباسية. وأما اليوم فإن درباسية تركيا قد حُول اسمها وأصبح (شينْيورت).

عمارة طينية حضرية من مطلع القرن العشرين -بلدة درباسية

الإنسان وتراث العمارة الطينية


* د.آزاد أحمد علي
pesar@hotmail.comتعتبر العمارة من أهم سمات الثقافة المادية للإنسان، كما أن المسكن يمثل مؤشرا على نمط حياة الإنسان ودرجة تحضر المجتمعات، فقد راودت الإنسان دائما أفكار متعلقة
بالاستقرار والارتباط بالمكان، وذلك بدافع الحاجة وفي سياق مسيرة تطوره الحضاري والإنساني، وبالتالي لجأ الإنسان إلى إعادة ترتيب الحيز المكاني ـ المعاشي المحيط به باستمرار، ومن ثم قام بهيكلته وتأطيره، فتجسد هذا العمل عبر مختلف العصور على شكل مساكن وصروح معمارية. وكانت هذه العمارة دائما نتاجا مباشرا للجهود الإنسانية وتعبيرا عن البيئة الطبيعية التي نشأت فيها، هذه البيئة التي كانت المصدر الأساسي للمواد التي تم استخدامها في العمارة.
وكما قدمت الطبيعة للإنسان في أوربا والمناطق الاستوائية الخشب لبناء المسكن والملبس، والمواد الأولية التي يستلزمها حياته ومعاشه. كانت الأرض الطرية والتربة اللحقية بمختلف أنواعها تقدم للإنسان في حضارات المشرق عموما وفي بلاد الشام والجزيرة العربية وشمال أفريقيا خصوصا المسكن والأواني وألواح الكتابة.
فقد كانت مادة الطين أكثر المواد انتشارا وقرباً من الإنسان البدائي، هذه المادة التي أثارت انتباهه ودفعته إلى استخدامها واتخاذها مادة أولية لمسكنه، ومما لاشك فيه أن الأرض ـ التراب هي الوسط الطبيعي والمادة التي احتضنت الإنسان الأول، وقدمت الأرض ـ التراب للبشر كل ما يلزم من غذاء ومأوى، واستمد منها الإنسان القوة والثقة، فكانت في الوقت نفسه موضع ارتياح كبير للإنسان الأول. فلجأ إلى تجاويفها في الأوقات العصيبة، والتصق بها وتفاعل معها عبر التاريخ، ومن هذا الوجود والالتصاق والتفاعل انبثقت فكرة استعمال مادة التربة الطينية كمادة للبناء، هذه المادة القريبة من الإنسان الأول، المادة التي تتشكل بسهولة لتغلف كل احتياجاته الحياتية وأولها الحاجة إلى المأوى ـ المسكن.
فمد الإنسان يده إلى التراب وصنع منه الطين، وقد شكلت هذه الخطوة إنجازا مهما في تاريخ البشرية من حيث التعامل والتشكيل والتصنيع والخلق بهذه المادة لدى الإنسان في المجتمعات البشرية الأولى، وبالتالي كانت عمليا تجربة الإنسان الأولى نحو الخلق والإبداع والتصنيع لاحقا.
وتجمع المصادر التاريخية بأن مادة الطين كانت المادة الأولى التي تم استخدامها في مجال البناء إلى جانب مواد مساعدة أخرى كالحجر والخشب، القصب والبردي وجريد النخل.
لقد كانت العمارة أهم أداة لتنظيم المجتمع، وذلك عن طريق ترتيب عملية التفاعل في المكان ـ الحيز بين الإنسان والحيوان والنبات، فتشكل العمران البدائي والتجمعات السكنية الأولى في السهول المتاخمة لضفاف الأنهر الكبرى كالفرات ودجلة والنيل، وكذلك في سفوح جبال الدافئة (زاغروس، سنجار) وكل السهول الرطبة الدافئة في أصقاع مختلفة من العالم، وكان درجة وسرعة تطور المجتمعات نتاجا لقوة هذا التفاعل.
ويبدو أنه ثمة بعد روحي يربط الإنسان بمادة الطين، هذه المادة التي تعتبر المكون الرئيسي لخلقه، مما ساهم أكثر في تبني هذه المادة كمكون رئيس لعمارته. وحيث أن مادة الطين تحقق قدرا كبيرا من التلاؤم والانسجام بين الإنسان ومحيطه الحيوي، وقد ساعد هذا التوافق والانسجام أكثر في استمرار العمارة الطينية عبر مختلف العصور.

إن تواصل الإنسان مع التراب والأرض وارتباطه بها مطولا، أنتج معادله الروحي، ودفع بالإنسان لاتخاذ الطين مادة للبناء، ومأوى مريحا وآمنا على مر العصور والحقب التاريخية. بل بدأ يتنامى عنده شعور الانتماء إلى المكان ـ التراب، حتى تطور لديه مفهوم المسكن إلى الموطن في مراحل متأخرة.

لقد نبتت العمارة الطينة من الأرض، عندما كان المجتمع البشري في بداية وجوده، وانبثقت المساكن الطينية من السهول والواحات، كما نبتت الأشجار منها، وتشكلت على سطحها المزارع والغابات. فتكونت القرى الطينية، والبلدات والمدن المشيدة من هذه المادة الممنوحة مجانا لبني البشر، والمنتشرة في كل أرجاء الكرة الأرضية.
ومن خلال دراسة تاريخ العمران البشري عبر مختلف العصور يمكن التأكيد على أن العمارة الطينية كانت العمارة الأكثر انتشارا عبر التاريخ وفي مختلف القارات، وهي بالتالي العمارة التي تسود في العالم. وان ظهرت وتبلورت ملامحها الأولى في حضارات المشرق، حسب كافة المعطيات العلمية: من حفريات أثرية، روايات ومشاهدات تاريخية، إضافة إلى علوم الأنتروبولوجيا، إلا أنها عمت كافة أنحاء العالم القديم، ومازالت تشكل العمارة البيئية الأكثر انتشارا والأقل كلفة، والأسهل تشييداً في العالم، وبالتالي باتت التراث العمراني الإنساني الأوسع.

وبهذا الصدد تشير إحصائيات الأمم المتحدة أن ثلث سكان العالم مازالوا يسكون منازل مشيدة من الطين، أو يدخل الطين ـ التراب كمكون رئيس في مادة البناء (الآجر على سبيل المثال).

وتقدم العمارة الطينية نفسها بقوة كأحد أهم الحلول لمشكلة الإسكان والتنمية المستدامة في عالمنا المعاصر، وأحد أهم الجوانب التطبيقية لربط التراث العمراني مع الحياة المعاصرة.

وأحد أفضل المداخل لحل معضلة الإسكان، والتخفيف من مشكلات تصنيع مواد البناء.

وبناء عليه يمكن التأكيد من جديد على خطورة ضعف الاهتمام بهذا النمط المعماري الواسع الانتشار في المنطقة والعالم، على الرغم مما تحتويه من مظاهر جمالية وإمكانيات فنية قابلة للتوارث والتفاعل والتطبيق في مجتمعاتنا وخاصة الريفية منها.

وتندرج هذه القراءة في سياق التذكير بضرورة الاهتمام بتراث العمارة الطينية وما تتضمنه من موروث فني أصيل بكل ما تحتوي وتختزن من التنوع والجمال والألفة، وتزداد ضرورات الاهتمام اليوم نظرا لضعف مقاومة البناء الطيني للعوامل والمؤثرات المناخية التي تهددها بالانحسار والزوال، وتفقد بذلك البشرية جزءا متميزا من تراثها العمراني وذاكرتها الحسية المشتركة

الشيخ محمد عيسى سيدا القره كوي

محمد عيسى سيدا القره كوي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

ولادته
ولد الشيخ محمد عيسى سيدا في قرية قره كوه من قضاء (Varto) التابعة لولاية موش في تركيا عام1924 م، والده الشيخ محمود القره كوي وهما من شيوخ سلسلة الطريقة النقشبندية و والدته الداغستانية الأصل من قرية زرنكي .

حياته
اعتقل مع والدته من قبل الجندرمة التركية وعمره سنتان وكان ذلك بعد اندلاع ثورة الشيخ سعيد بيران اثر محاولة اعتقال والده الشيخ محمود واختفائه عن الأنظار أطلق سراحه مع والدته بواسطة ضابط داغستاني كان له علاقة قرابة مع والدته ، وبعد فترة قصيرة من إطلاق سراحهم هاجرت أسرته إلى ولاية ماردين حيث أقامت في قراها لمدة ست سنوات وفي حوالي عام 1931 م نزلت الأسرة إلى بنختى واستقرت في قرية ( تل أيلول ) ناحية الدرباسية محافظة الحسكة في سوريا. بدأ الشعور القومي لديه بالنمو اثر وصول دفعات من بقايا رجالات ثورة الشيخ سعيد بيران حيث كانوا يروون بشاعة التنكيل والظلم الذي كان يتعرض له الأكراد في ظل النظام الأتاتوركي. تعلم القراءة والكتابة باللغة الكردية وهو بعد طفلا ،في مرحلة شبابه الأولى احتك بالشخصيات الوطنية الكردية المختلفة من أمثال : جلادت بدرخان بك وملا حسن كرد وعبد الرحمن علي يونس الذي قاد ثورة ساسون.

إنجازاته وأعماله
في السابعة عشرة من عمره انتسب إلى جمعية خويبون الكردية ، التقى بالمناضل أوصمان صبري واستفاد من خبرته السياسية والنضالية ، حيث كان يكبره بعشرين سنة وراح يبحث معه في كيفية نيل الحقوق المشروعة للشعب أكراد وتواصلا لفكرة إنشاءأول حزب سياسي كردي في سوريا ، ولأنه كان ينتمي إلى أسرة نقشبندية فقد زاول نشاطه الديني ، وبنى مدرسة دينية في قرية ( كركوند ) وبذلك ازداد تأثيره ونفوذه بين قطاعات كبيرة من الأكراد واستطاع أن يخرج دفعات من الطلبة مشبعة بالروح القومية النضالية . في أثناء العدوان الثلاثي على مصر وفي عام 1956 م كان متواجدا هناك ليلتقي مع أبناء الأسرة البدرخانية في مصر للتباحث معهم حول تأسيس تنظيم كردي في سوريا.

في عام 1957 م تم تأسيس الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا(البارتي) وكان له الدور البارز والأكبر في ذلك ، حين سخر امكانياته المادية الكبيرة وتأثيره اللامتناهي على قطاعات واسعة من أجل ذلك ، وفي عام 1958 م أوفد في أول مهمة خارجية هامة إلى العراق للقاء الزعيم الكردي العائد في ذلك الوقت من الاتحاد السوفيتي الملا مصطفى البارزاني وللتباحث مع قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي حول الأمور التي تهم الحركة الكردية ، فنشأت علاقة حميمة بين الزعيمين نظرا"لتشابه مواقفهما في الكثير من الأمور الدينية والوطنية" .

في عام 1961 م عين مرشحا"للانتخابات النيابية مع الدكتور نور الدين ظاظا من قبل البارتي وفي عام 1963 م واثر ظهور بوادر الانشقاق في الحزب تقدم باستقالته من الحزب. وفي أواخر العام نفسه حكم بالسجن لمدة سنتين فانتقل إلى لبنان وبقي هناك سنتين قبل أن يعود إلى سورية على اثر صدور العفو العام.

في عام 1970 م وبعد صدور بيان الحادي عشر من آذار سافر إلى كردستان العراق بناء" على دعوة مصطفى البارزاني له وهناك قام بدور فعال لتوحيد قواعد الحزب بجناحه وانتخب عضوا"في اللجنة المركزية للقيادة المرحلية للبارتي. في عام 1973 م وخلال انعقاد المؤتمر الحزبي الأول تقدم بطلب استقالته من البارتي فرفض طلبه وعين عضوا" فخريا" في البارتي مدى حياته.

انقطعت نشاطاته السياسية وتركزت جهوده على النواحي العلمية وخاصة الدينية منها. أيد ودعم حركة التحرر الوطني في كردستان الشمالي بقيادة PKK (حزب العمال الكردستاني) خلال الثمانينات والتسعينات من نهاية القرن الماضي.

وفاته
توفي في 31 مايو 2001م بمدينة الحسكة اثر مرض أقعده الفراش لمدة سنة تقريبا "ودفن بجواروالده الشيخ محمود القره كوي بمقبرة مولانا الشيخ خالد في مدينة دمشق. رحم الله الشيخ الجليل وجزاه الله عن أمته وأهله كل الخير ، رحل بجسده لكن خلد بفكره ومبادئه الناصعة التي ستكون يوما منارة يهتدي بها طلاب الخير من بني جلدته .

حول الفن التشكيلي,, سمية درويش


بشار العيسى: فنان تشكيلي سوري مواليد سوريا 1950 ، متخصص في التاريخ العثماني. أقام أول معرض لأعماله سنة 1968، وفي العام 1972 عمل العيسى على انجاز أكثر من مائتين من اللوحات التي ترصد حياة حاملات القش الريفيات في بعده الميثولوجي من ذخائر بلاد ما بين النهرين . كما عمل على موضوع فضاءات محترقة صدر عنه كتاب في ذلك بنفس العنوان من غاليري كريتيه محاولة لاستعادة الذاكرة البصرية للمكان الأول .

ومنذ عامين يعمل العيسى على انجاز مذكراته البصرية من خلال القبض على المشهد الهارب من المكان إلى الذاكرة حوالي مئتي عمل بالأبيض والأصفر وبخامة الورق بمعالجات خاصة ، سالت إيلاف العيسى ، عن قراءته للمستقبل السياسي في سوريا ولبنان الجارة ، ومدى تأثير انضمام حكومة حماس للحلف السوري- الإيراني على الواقع الفلسطيني ، كما تحدث العيسى لـ"إيلاف" ، حول الفن التشكيلي ومدى قدرته عل إبراز المعاناة الإنسانية وعلاقة هذا الفن بالمثقف السياسي .

10‏/01‏/2010


وزنة حامد


يروي الراوي - وعلى ذمته - أن حمو المستهان به في القرية , المرقع الثياب , الفقير الحال والأحوال حل كعادته ضيفاً على مضافة الآغا وضيوفه الأكارم ,والوليمة مازالت عامرة وتبادل المجاملات ساري والقهقهات لا تتوقف بين الحين والآخر , وهم يتناولون الطعام ويرتشفون كوكا كولا . جلس حمو على عتبة الباب بعد دخوله في عالم غير مرغوب بأمثاله ,ولكن لا باس ,فهو مادة دسمة للآغا في بعض الأحيان للتسلية والضحك .

ظل يراقب الوجهاء حتى ينتهوا من وليمتهم وهو يبتلع ريقه , فيتقدم إلى فضلاتهم ,ثم لفت انتباهه كلب الآغا الذي كان هو الآخر ينتظر تلك الفضلات , فيهز ذيله فاقداً صبره وللتو شد حمو انتباه الأغا .

ها حمو أنت هنا ...؟ ثم تابع وهو ينظر في وجوه النبلاء ...

اسمعوا يا جماعة اسمعوا ... جاءنا من يسلينا سأسألك فقط يا حمو سؤلا ..

تفضل يا آغا

ما هي أمنيتك ...؟ أجابه بعد أن أشار بسبابته إلى الكلب في فناء الدار

أن أكون كلبا ثرياً

قهقه الجميع بسخرية ,ومازال الآغا يقهقه : الم اقل لكم إنه مسلٍ .

كلبا يا حمو ... ها ...ها

عندئذٍ رد حمو متذمراً غاضباً من قهقهاتهم .

لكن يا آغا حينذاك الكثيرون سيأتون إليّ ليمسحوا وجوههم " بوبري" تبركاً .

- حينها غص الأغا بالطعام , وجحظت عيناه ... ولم ينبس ببنت شفة .

Hunermendê şêwekar Mîrê Hêkan


Şêwekarî - Gallêrî
*******************************
Hunermendê şêwekar Mîrê Hêka

Mîrê Hêkan

Hunermend Cemal Ebdo, yê ku tê naskirin bi navê Mîrê Hêkan.

Di sala 1961 an de, li gundekî nêzî bajarê derbêsiyê li kurdistana rojava (sûriyê) ji dayik bûye .

ji sala 1981 an de ta nihali Elmanya dijî û gelek pêşengeh vekirine li welatê ewropa .

di afirandina tabloyên xwe de qaşilkê hêkan bi kar tine

û hunera modêrin roleke navendî di jiyana wî de digre .

û malpera wî ya enternetî heye bi sê zimanan belav dike ( kurdî – almanî û engilîzî) .www.mihhek.com

لحظات مع الفنان التشكيلي أرشفين ميكائيل
من طرف البتول العلوي في السبت ديسمبر 05, 2009 2:56 pm

أرشفين ميكائيل

فنان تشكيلي معاصر من مواليد مدينة الدرباسية – السورية- ينتمي إلى أسرة كردية وطنية متواضعة ،ترعرع في كنف هذه البلدة الصغيرة بحجمها الكبيرة بعطائها التي عاش جل شبابه فيها حتى أواخر عام( 1999) من ثم غادرها إلى هولندا ليستوطن فيها مهاجرا غريباً عن وطنه الأم سوريا .
يقول الكاتب فتح الله الحسيني في مقال له أن آرشفين ميكائيل اسم فني تربع إلى جانب أسماء فنية أخرى على عرش المشهد التشكيلي السوري برمته، فهو رسم باتجاهات مختلفة، فكان صادقاً مع فنه، لأن آرشفين سليل تجارب الأمكنة، حيث اختار المنفى الطوعي من أجل فنه من دمشق إلى بيروت واليونان وهولندا، دون التفاتة للزمن، اختار الأمكنة الفسيحة من أجل أن يتحدث إلى لوحته، بحرية تامة، بحرية دون رقيب ونفاذ ألوان، فالفنان آرشفين يلون واقعه كما هو، وواقعه حزين إلى درجة الموت، لذلك نرى في لوحاته الدم والسواد، السواد يشير إلى قدر الكردي، والدم يشير إلى الدم الكردي الأحمر المراق على الأرصفة من مهاباد إلى دياربكر فقامشلو فالسليمانية.
* * التجارب والدراسات التي خاضها .. ارشفين ميكائيل في الوطن وخارجه :
- خريج مركز( الفنون التشكيلية) بالحسكة عام( 1984) أشرف على تدريسه الأستاذ خليل عبد القادر.
- عضو في نقابة الفنون الجميلة بدمشق- سوريا.
- عضو في منظمة الدفاع الدولية .
- خريج( فرأي أكاديمي) في مدينة دلفت هولندا قسم (بوتيسيرين )النحت عام ( 2005)
- العمل لصالح مرسم المسرح العسكري قسم توجيه السياسي في مدينة ديماس عام( 1984)
حتى عام 1987العمل لصالح مرسم الفنان السوري الأستاذ ناجي عبيد عام ( 1989 ) حتى 1991 وأغلب الإعمال كانت تتضمن مناظر دمـشق القديمة بالإضافة إلى التراث السوري ورسم أيقونات المسيح على الخشب القديم، و رسم نمنمات فارسية على الجلود.
- العمل لصالح مرسم الفنانة اللبنانية المرحومة أمال نجار عام ( 1993) والأعمال كانت تتضمن الاستشراق. ترميم لوحات تاريخية قديمة وتحديثها بواسطة زيت الخص في بيروت ( 1993 )
-عشرات اللوحات عرضت في صالات وأماكن سياحية في بيروت وجزر يونانية.
-عشرات اللوحات الشرقية خصصت لصالح أستديوهات الأفلام السورية عند التواجد في دمشق.
-عرضت أغلب المعارض في الصحف وعلى شاشات التلفزة في مقاطعات ليمبورخ و زيلاند و زاود هولاند في هولندا ،وأيضاً على شاشة التلفزيون السوري في برنامج المجلة الثــقافية.
-نشرت اللوحات في العديد من مواقع على الانترنت ،وطبعت على العديد من المجلات والاغلفة للمجلدات والصحف في سورية وهولندا.
-طبعت ثلاثة ألاف نسخة من الملصقات ووزعت أنذاك عام( 1991 )،كلاهما لوحتين بعنوان،( روسيم) الوجه الفضي البراق وألاخرى( الحياة الخالدة بين أنسجة الموت)
- عشرات اللوحات مخطوطات في البلديات الهولندية ( بلدية فالس، بلدية سخيبلاودن ، بلدية دلفت،في مبنى منظمة اللاجئين لوحة بعنوان العدالة، مدينة دلفت).
- عرضت وبيعت لوحة بعنوان( غليان حرارة الصيف) في مزاد الفستيفال، دعماً لافتتاح تلفزيون مستقل جديد، بجانب كلاً من عرض مزاد آلة عزف للفنان ( شفان برور) و مزاد مخطوطة نشيد (أي رقيب )، وبحضور العديد من الرجال الأعمال،وتحت أشراف الفنان (شفان برور) نفســــه .
- قبلت عرض لوحة من قبل اللجنة الفنية في قصر المزادات ببيروت منطقة حازمية.استلام رسالة شكر وتقدير من متحف ” دلفت ” و من إدارة بلدية فالس و بلدية دلفت . تكريم وتهنئة من اللجنة الإدارية في فستيفال لتخرج الطلبة مونديال مدينة ماستريخت في ليمبورخ هولندا شهادة حسن وتقدير من الفنان السوري المعروف ” ناجي عبيد” .ومن المعلوم أن الأستاذ ناجي عبيد هو عضو مؤسس في نقابة الفنون الجميلة بهوية رقم( 4 ) .وعضو اتحاد الصحفيين العرب من الجامعة العربية، وعضو جمعية أصدقاء الفن بدمشق ،وحائز على الميدالية الذهبية مع شهادة تقدير للرئيس حافظ الأسد،والميدالية الفضية من البنك الرافدين بالبينالي العربي الأول في بغداد ( 1974 )والوحيد في العالم العربي من قدمت عن أعماله أربع أطروحات لنيل شهادة الدكتوراه في كل من جامعة : (لينيغراد- بوزار-القاهرة- تونس) والوحيد من فناني سوريا من له لوحة مقتناة في المكتبة الوطنية في باريــس .
** التجارب والمعارض والإعمال الفنية التشكيلية التي خاضها ارشفين ميكائيل :
معرض خاص بمناسبة يوم المرأة العالمي، سورية – الدرباسية ( 1987)
- معرض التراث الكردي المشترك مع الفنان المرحوم ( عمر حسيب) ، سورية – الحسكة( 1989)
- معرض في مركز الثقافي السوفياتي تحت أشراف الفنان السوري ناجي عبيد ،سورية – دمشق ( 1990)
- معرض في مركز الثقافي في المزة تحت أشراف الفنان السوري ناجي عبيد ؛سورية – دمشـق( 1990)
- معرض مشترك مع القاص والفنان (ماهين شيخاني )،سورية – الدرباسية ( 1992)
- معرض التراث الكردي، سورية – قامشلو ( 1993)
- معرض التراث الكوردي المشترك مع الفنانين، (أحمد كوسا، عبد الغفور رحيم، فراس ججان) – سورية – قامشلو (1994)
- معرض في (القاعة الزجاجية )،لبنان- بيروت – الحمراء ( 1994)
- معرض في( كاليري ميلانو)،لبنان ،بيروت – أوزاعي ( 1994 )
- معرض في( أرت سنتر) ،يونان – جزيرة كارباتوز ( 1997)
- معرض في سجن جزيرة( كارباتوز) ،يونان – جزيرة كارباتوز( 1997)
- معرض ليمبورخ( بارتاي فيتم) هولندا( 1998)
معرض فستيفال ( ماستريخت ) للتخرج الطلبة، هولندا (1999)
- معرض( الكرادة ) ليمبورخ، هولندا( 1999)
- معرض مشترك مع الفنان النحات العراقي المرحوم أنور جميل هرمز جزراوي( الكرادة) ليمبورخ ، هولندا( 2000)
- معرض كاليري ( مستشفى دلفت)، (زاود هولندا) ،هولندا( 2000)
- معرض كاليري( مستشفى زيرك زي) ،زيلاند ،هولندا (2001 )
- معرض كاليري( كلارا ) روتردام ،هولندا (2001)
- معرض( زيكن هاوز روتردام )،هولندا ( 2001)
- معرض مشترك مع فنانين يوغوسلافي وعراقي في فستيفال لتخرج الطلبة( مونديريان)، مدينة دلفت ،هولندا (2002)
- معرض كاليري( بيد فيخ زيرك زي) , زيلاند ،هولندا (2002)
- معرض كاليري( دافيسل) سخيدام ،هولندا ( 2003)
- معرض ( بيبلوتك سخيدام) ،هولندا ( 2003)
- معرض في صالة ( فرأي أكاديمي دلفت ) ،هولندا ( 2004)
- معرض في هواء الطلق أمام البرلمان الهولندي في مدينة (لاهاي) ،هولندا( 2007)
- معرض في هواء الطلق بمناسبة عيد المليكة، با تركـــس، حديقة( ناسولان دلفت) ، هولندا( 2008 )
في الختام وقد أكد الكاتب فتح الله الحسيني : إن تجريه الفنان التشكيلي الكردي السوري آرشقين ميكائيل، هي تجربة نابعة من الحزن الإنساني، لأنه بكل بساطة نتاج واقع متخبط، واقع أليم، واقع يطمس الحجر والبشر والشجر معاً، لذلك نرى في ألوان آرشفين الظفر الإنساني، والنصر للحرية دائماً، رغم ما ينتاب اللوحات من سواد، ولكن ذاك السواد يضفي على اللوحة الرونق والألق معاً، لأن الفنان نتاج واقعه, ألوان الفنان آرشفين، تمنحك الروح التي تكاد أن تهدرها، فهي تمنحك الشجن، وكأنها تقول لك، هذا هو الجانب الإنساني من الحياة فلماذا علينا أن لا نرى ما يجب أن نراه.
________
المراجع :
الفنان ارشفين ميكائيل – بقلم الكاتب فتح الله الحسيني

حوّاسو من الدرباسية


لقمان ديركي

حوّاسو من الدرباسية - 24/12/2007



لم يكن حوّاسو بشخص عادي في مدينتي الصغيرة «الدرباسية»، بل كان نجمها الكوميدي الأول، وكانت أعماله الكوميدية تسجل على أشرطة كاسيت، وتوزع على أهالي الدرباسية عبر أشهر وسيلة توزيع ألا وهي النسخ والتناسخ وغير ذلك مما يعتبر قرصنة فنية الآن، وكانت طريقته المفضلة هي استخدام ألحان أغاني الفنان الكبير سعيد يوسف وتركيب كلمات كوميدية عليها عوضاً عن كلماتها العاطفية، وكنت دائماً معجباً من معجبي حواسو الكثر في الدرباسية، وكنت أردد أغانيه في السهرات وأنا أعزف على البزق، فيضحك الحاضرون ويسعدون، وعندما يسألونني عن المؤلف، أقول لهم بفخر واعتزاز: حواسو من الدرباسية، وغالباً ما تكون الحمير مواضيع أساسية في أغانيه، فيخاطب الحمارة قائلاً (لي كريه لي كريه.. أيتها الحمارة.. أيتها الحمارة.. لا تذهبي إلى البيدر... فأنا والقرويون متخاصمون وسيأخذونك إلى المخفر)، وكان كأي فنان لا يعيش من فنه مضطراً إلى العمل، ومن حسن حظه أنه كان يملك دكاناً، فكان يدخل من مهنة إلى أخرى، فتارة تراه «قندرجياً» فيضع لافتة ضخمة على المحل كتب عليها (تصليح دواليب البشر)، وتارة يفتتح محلاً للفروج فيعلق قصيدة على الجدار بعد أن سمى المحل بفروج السلطان (أي شيء أطيب من لحم الدجاج قولوا لي.... فإذا كان على البرغل فزيدوا لي.. فدعكَ من لحم العجول والسخولِ.... إن فرج السلطان مأكولي)، ولم تكن جدران المحل بمنأى عن مرحه فكانت مليئة بالكتابات المضحكة، ولشدة شعبيته في حالته الساخرة تلك وافق عازف البزق الأول في الدرباسية وسائر المشرق «حسن» على العزف برفقة أغانيه التي كان يسجلها في البيت وعبر المسجلة العادية طبعاً وبحضور النخبة من سميعته، وكان أن وصلت أغاني حواسو المركبة على ألحان أغاني سعيد يوسف إلى الأخير شخصياً فلم يغضب، ولكنه عندما التقى به في إحدى المؤتمرات الفنية الجزراوية أي إحدى الأعراس قال له: أنت حواسو الذي يخرب أغانيي؟! فأجابه حواسو: أنا لا أخربها ولكنني أدمرها.
ومن حلب كنت آتي إلى الدرباسية وأتوقف أمام محله بوجل خائفاً من مجرد إلقاء التحية، فقد كان نجمي المفضل، وجليس سهراتي مع أصدقائي الأكراد عبر ترديدنا لأغانيه الضاحكة، وكان قد غنى عن تحديد النسل وقتها عبر أغنية يسخر فيها من كثرة الإنجاب ومن الأميّة والأميين، واعتبر أن الأمي من الممكن أن يمزق سندات ملكية أرضه ظناً منه أنها مجرد أغلفة لقطع البوظة تخص شقيقه الصغير، كما سخر من الفخر بالدرباسية، فحكى عن حماليها وعمال الميرا والبرغش الشهير والفتيات على البلاكين في زمن لم تكن فيه بلاكين، وبالطبع غنى ضد أهالي عامودا الذين يمشون في منتصف الشارع ولا يتزحزحون لتمر السيارات العابرة، وطالبهم بالمكوث الإجباري في البيوت، وتغزل بطبخة اليبرق مقسماً أغلظ الأيمان بأنها أكلته المفضلة، وحكى عن الكلاب والقطط وتأففهم من بخل السكان، ولكن تبقى غزلياته في الحمير هي الأشهر.
لا أعرف شيئاً عن حواسو الآن، ولكن ما أعرفه، هو أنه كان أحد الذين أثروا بي، بل وغيّر لي مجرى حياتي، فمن أحلامي الرومانسية الحزينة، إلى أفكاري الثورية المتجهمة، جاء حواسو وأدخل الكوميديا إلى حياتي، فدخلت إليها منذ أن سمعت أغنيته الأولى وبقيت مستعيناً بها على الشقاء وأولاد الحرام، إنه المعلم حواسو من الدرباسية.


* لقمان ديركي

09‏/01‏/2010

اسمها والعيون ...قصة قصيرة. بقلم :ماهين شيخاني



حفلة افتتاح المعرض لفنان تشكيلي مغترب، المدعوين من الشخصيات السياسية و الأدبية والاجتماعية معظمهم من المغتربين ،باستثناء بعض الرؤوس التي كانت تؤكد انتماءها إلى القارة الاوروبية0امتلأت الصالة بالمدعوين ،وفي مثل هكذا مناسبة ، تبدو فرصة طيبة للتعارف ، حيث تسمع القهقهات واللغط ،الضحك والابتسامات و في بعض الزوايا الهمسات 0 يؤكدون للمشاهد على انهم قد انهوا جولتهم في المعرض0وهناك البعض ما زال يقف أمام اللوحات بخشوع و تأمل0كانت تنتقل بين الكتل الآدمية،تشاهد اللوحات بإعجاب و سرور ،لأنها المرة الأولى التي تزور مناسبة كهذه وفجأة تسمرت بمكانها وسرت رعشة باردة في جسدها ،كأنها رشقت بسطلٍ من الماء المثلج ،بدأت بأطرافها حتى عمت كامل الجسد ،انشل حركتها و خارت قواها، الأطراف لم تعد تتحمل الوقوف 0 العيون جامدة ،ثابتة باتجاه واحد فقط ، باتجاه لوحة تحاكيها بعيون جد حزينة،كئيبة ،تسرد لها قصص و حكايات عمرها أربع سنوات خلت،مّرت خلال هذه اللحظات ،أوقات كانت مدفونة .000منسية000كامنة0لحين هذه اللحظة0دارت عقارب الساعة إلى الوراء وهي مازالت جامدة- تتمتم - والعيون مستقرة في اللوحة انه هو؟000هوبالذات ؟0- سألت ذاتها - مع أن قلبي لا يخونني إلا أنني سأتأكد من الفنان أيضا؟0بتثاقل و بطئ شديدين خطت بضع خطوات نحو اللوحة وكأنها حاملة جبل من الحزن - أيعقل أن يكون 000؟- وما علاقته بالفنان00؟تشتت أفكارها في تلك اللحظات المريرة ،أسئلة عدة تريد أجوبة صريحة،صادقة،انتبهت حولها وكأن عيون الحضور ثاقبة باتجاهها فقط 0بالرغم من آلامها وأوجاعها إلا أنها تمالكت و حاولت أن تتظاهر وتبدو طبيعية0 بادرت تلملم بعض من قواها المنهارة،تنفست الصعداء،رفعت جسدها قليلاً ، تجولت بعيونها تبحث عن الفنان0تقدم نحوها شاب ذو هيئة مقلدة لشبان الأوروبيين وابتدرها قائلاً:- هالو - هالو000انت00- قاطعها - عفواً اعتذر نيابة عن الفنان،و أتمنى أن تكون قد أعجبتك المعرض- جداً!! لهذا طلبته0- خدمة أخرى ؟- ردّت بعصبية:أود رؤيته0- يقول المثل : (الغائب حجته معه )، وقد لا يأتي هذا المساء0- حسناً000حسناً0هل لي بمعرفة اسم الفنان؟ -ألم تنتبهي إلى اسمه على اللوحة ،اعتقد أن الرسامين ينسون كل شيء،حتى أمهاتهم ولكن لاينسون اسمهم وتوقيعهم على اللوحة؟0- لا000أقصد اسمه الحقيقي0هناأغلب الأسماء فنية أو حركية مثلما يسمونها السياسيون0- كل ما أعلم أن اسمه آرشفين؟0- كم كنت ارغب برؤيته؟ ألم يترك لكم عنوان000رقم التليفون000او أي شيء للاتصال به 0- لدينا عنوانه وإذا كنت راغبة لشراء 00000 - أثناء ذلك- سمعا صوتاً يعتذر للجميع بسبب ظروف قاهرة اضطره للتأخير0كان الصوت الآتي هو صوت الفنان- ابتسم الشاب- وقال: - أنت محظوظة يا أختاه ،ها قد جاء،وبإمكانك التحدث إليه،والاتفاق على سعر اللوحة0ازدهرت أسارير وجهها لقدومه،وتقدمت نحوه وهي ترنو إليه بشوق وحنية،كأنها على معرفة به منذ أمد بعيد واقتربت حتى لاصقته0- كان شاب متوسط القامة و المواصفات0 يكسوه شعر خفيف ذو جبهة عريضة، حليق الوجه والشارب.يملك قدراً من الحنكة والذكاء 00لفت انتباهه إلى تصرفاتها والى أسارير وجهها،ولمح في عيونها الذابلة شيئاً - قال في سره - يبدو أنها تخفي سراً في ذاتها ،هذه التصرفات ليست إعجاب ،كما انهاليست00000(0000)وبحركة لا شعورية مدّت عنقها إلى الأمام قليلاً و وضعت يدها على صدرها ،مقدمة نفسها إليه- شاهي ؟000 أنا شاهي000أسمي الحقيقي- آرشفين000أسمي الفني والحقيقي أيضاً0 (ابتسما بان معاً)0- دعاني أحد الأصدقاء إلى الحفل0- لي الشرف 0- إنها المرة الأولى التي ازور معرضاً؟- أتمنى أن يكون قد نال اعجابك0- جداً00! ولهذا كنت أود رؤيتك؟- بخصوص 0- تلك اللوحة00! - و أشرت بإصبعها إلى اللوحة المقصودة . - تقصدين لوحة (زمبيل فروش ) ما بها ؟!0- لديّ بعض الاستفسار، لو سمحت ؟0- تفضلي0!تقدم الاثنان باتجاه اللوحة ،وازداد سرعة دقات قلبها ، اضطربت في خطواتها قليلاً 0حاولت جاهدة أن تتمالك نفسها وهي أمام اللوحة 0أردفت قائلة :- في البدء أشكرك على هذا الفن الجميل الرائع،وعلى هذه الألوان المنسجمة مع مواضيع لوحاتك وبصراحة لديك دقة حتى في الجزئيات، وبالأخص هذه العيون التي تبحرك بعيداً بعيد ،هذه العيون الحزينة التي تكمن في قراراتها أسراراً وحكايات 0والملامح التي تدلك مباشرة على كردية هذا الوجه،000الشارب 00اللون الحنطي00سؤالي هو ، هل هذا الوجه حقيقي أم من وحي خيالك ؟0- بدت ابتسامة الرضى على الفنان- وقال:- شكراً لملاحظاتك،كل ما ذكرته صحيحاً،بالرغم من أن هذه زيارتك الأولى كما تقولين ولكن لديك قوة في الملاحظة ولا أبالغ أن قلت لك أن هذه اللوحة بالذات غالية جداً لدي0وسأسر لك بان هذه العيون الحزينة وهذا الوجه ليس من وحي خيالي ، بل هو وجه شاب غال اعتبره أخي وصديقي وأستاذي في الرسم وهو الخيط الذي يربطني بالوطن0- لدى سماعها بالوطن - انتابتها الرعشة ثانية وكادت تهوى على الأرض،شعرت بدوار في رأسها 0بألم وحزن عميقين اعتصرت قلبها الموجوع،احتبست البكاء في حنجرتها ،حجزت الدمع في مقلتيها فأصبحت تهذي و تتمتم:- إحساسي كان في محله،عيناي لم يكذبانني،إذاً هو؟ - نعم يا آنسة لم افهم ؟- لاعليك ، إنها لقصة طويلة0- أية قصة ؟- قصة استاذك0انتبه إلى هذه الكلمة ،تبادر إلى ذهنه شيئاً،فبادرها قائلا:قلت لي إن اسمك شاهي ؟!- نعم !- يالله000يا للمصادفة000هل هذا معقول؟ كان يحكي لي في رسائله عن حبيبته والغربة0وضرب يده على جبينه، يا لغبائي ،كيف لم استطع معرفتك منذ البداية تفضلي معي إلى بار قريب من هنا لتحدثينني عنك وكيف وصلت إلى هنا؟- حسناً00؟ سأتحدث لك ، ولكن اخبرني أنت عنه في الأول0- تفضلي ؟دخلا البار 000جلسا صامتين000اخرج علبة الدخان 0نظرت إليه وهو يشعل السيجارة وقالت بلهفة ولوعة المشتاق :- اخبرني عنه أرجوك؟- وماذا أخبرك ؟- عن كل شيء،أين هو الآن؟ ما هو ظروفه؟ هل تتصل به ؟نعم اتصل به و أراسله بشكل دائم،انه إنسان عظيم -هز برأسه - نعم عظيم وتقول الحكمة عن العظماء0 أن العظيم له قلبان،قلب يتألم و قلب يتأمل0ارتسمت على شفتيها ابتسامة صفراء حزينة وقالت :- لا اعتقد بان يكون للأمل بقية، بالتأكيد إنه يتألم، لأنني عشت معه أحلى أيام حياتي ، كان في منتهى الرقة والأخلاق وعلى قدر من العلم والمعرفة0كان جميع أفراد عائلتي يثنون له وموافقون على ارتباطنا0باستثناء أحمق أميّ لا يفقه في الدنيا شيئاً هو ابن عم لي (خرجت من أعماقها تنهيدة قوية – واستأنفت - ) فقد وقف في طريقي وحيرني،وتعلم ما معنى الحيارفي مجتمعنا، أنها اوسخ مصطلح وعادة بالية يرفضها التمدن و الحضارة 0وبعقله السقيم فرقنا عن بعضنا،وللأسف أيده العشيرة بذلك ووقفوا بجانبه ، عندما طلبوا والدي للإنصاف - وكررت كلمة الإنصاف وهزت رأسها - ذرفت دمعة على خدها 0واستأنفت ثانية - اتفقوا جميعا على تزويجي من شخص ثالث ، كوني رفضت ابن عمي بشدة وهددتهم بالانتحار 0وكي لا ألطخ سمعة أبي بين العشيرة،انتزعت قلبي من صدري0- و تزوجت من الشخص الثالث ؟/ قالها الفنان بألم/ - نعم - وأين زو000؟ - وقبل أن يكمل – ردَت قائلة :لم نكن متفاهمين ،كان يعيرني بالماضي وكانت النتيجة ابغض الحلال وضياعي هنا
.