Hûn Bi Xêr Hatin Malpera Xwe

05‏/06‏/2010

صورة الأسبوع: مدينة الدرباسية

خبر عاجل ( ألسنة اللهب تلتهم السنابل الذهبية في ضواحي الدرباسية في سورية)




أبو محمد


في ظهيرة يوم الأربعاء الواقع في 2/6/2010 م انتشرت أنباء عن احتراق مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية ( القمح و الشعير والقطن ) في القرى التابعة لمدينة الدرباسية و بالفعل حينما ذهبنا إلى موقع الحدث أصابنا الذهول إذ أنه لا يمكن الاقتراب من الموقع بسبب الحرارة الشديدة التي كانت تصدر عن الاحتراق بالإضافة إلى حرارة الجو اليوم التي كانت تقارب الأربعين درجة و تحول النهار ليلاً لكثافة الدخان المنبعث عن احتراق ما يقارب خم/5000/ سة آلاف دونم كان مزروعاً بالقمح كمنتج رئيسي بالإضافة إلى تضرر القطن الذي كان في طور النشء من جراء الحرارة الشديدة في كل من قرى البعث و تل البقر و القطينة و متسلطن و لم نعرف السبب الحقيقي وراء هذا الحادث المؤسف الذي أدى بخسارة كبيرة على المواطن ( المزارع و الفلاح ) و اقتصاد الوطني سواء ما قيل بان النار قدم من ناحية الطريق الذي تريد الدولة إيصال محافظة الحسكة به مع تركية وهنا لدينا بعض التساؤلات:

1- ما هي الإجراءات المتخذة من قبل الدولة كتأمين العدد الكافي من سيارات الإطفاء بما يتناسب كمية المزروعات الموجودة في هذه المنطقة وسعة الأراضي على اعتبار أن درهم وقاية خير من قنطار علاج ونحن نعلم بأنه في كل موسم زراعي هناك حالات مماثلة لذلك

2- هل ستقوم الدولة بتعويضهم عن الضرر الذي لحق بالمواطنين و لو قيمة المصاريف الأساسية أسوة بالدول المجاورة و خاصة أختنا العزيزة الجارة تركية التي تعوض عن كامل القيمة لأنه في كل مناسبة يخرج وزير المالية والثروة المعدنية وغيره فيقولون بان المازوت في الدول المجاورة قيمتها كذا و يتناسون بان دولتنا هي دولة منتجة و فيها احتياطي جيد بينما الدول المجاورة كتركية بالتناسب بين مساحتها و عدد سكانها فقيرة بذلك ثم أن الرواتب في الدول المجاورة هي مضاعفة لما هي عليه لدينا

3- هل ستقوم الدولة بإعفاء هؤلاء من ديون المصرف الزراعي وما يترتب عليه من فوائد أم أنها قد

تقوم بتقسيط ذلك عليهم مع الفائدة المركبة

4- ووووووووووو أسئلة كثيرة نتركها للمسئولين لكي يسألوا بعضهم البعض و يبحث عن الإجابة عنها كحزورات غير قابلة للإجابة .

أخوكم أبو محمد

28‏/05‏/2010

درباسية بعيدة عني - آرشفين ميكائيل



آرشفين ميكائيل

بعيدة عني
درباسية بعيدة عني
فبهذا الصبر يرثى لحالي
في هذه الغربة دون جدوى
بلا أم و بلا صديق
أيا درباسية قولي لي
فأنت أيضا مثلي كظيمة و ذي بال
صوت الخروف في المرعى
فبذكرها دوما أئن
أشعر بالبرد فأين دفئك
أحضنيني فأنا بلا مأوى
سنين طوال وأنت تبكين
ذكية وسيمة و لأجلك شغوف
معذرة منكم يا أيها الأصدقاء
فأنا لم و لن أنسى وطني
دجلة جقجق خابور و بضفادع
لن أعطيها بإيفل و أمستردام
تحيات حارة أبعثها إليكم
فالزمن مضى و الدهر ظالم
من أمي و أخي و أختي
ألأصدقاء والرفاق أنا مخجل
طموحي هو أن أعود
وفي ديار الآباء أجوب
أنظر إلى الحلم و الخيال
ومن فرحة قلبي أطير
أي عار أن أموت هنا
غير مصدق أنني لاجئ
بآه و تأفف سنين تمضي
لم يبقى يقين أني سأعود
يا درباسية إني أشم رائحتك
و بالعشق و الحب أسميتك
في الأزقة أشتاق إليك
فالقلب ليس بعيد و أحبك
آرشفين ميكائيل

13‏/05‏/2010

إفتتاح موقع الفنان التشكيلي آرشفين





http://www.youtube.com/watch?v=Lqr8cdAhI5I&feature=related

إفتتاح موقع الفنان التشكيلي آرشفين

www.arsevin.com
الموقع الشخصي للفنان التشكيلي آرشفين ميكائيل
يقدم الموقع نبذة عن سيرته الذاتية ، كما ان الموقع يعرض اهم اعماله
ومسيرته الفنية ويحتوي أيضاً على صور شخصية للفنان مع مجموعة من لوحاته وباكورة أعماله من معارض ومقابلات الخ ....


فلسفة الفن التشكيلي

إن التأمل في لوحات الفنان آرشفين،يجعل المرء يسافر إلى الأفق البعيد،إلى فضاءات الخيال
تجعلك تفكر ملياَ بهذا الفن الرائع .
أي سر تحمله هذه الريشة،تلك الأداة الصغيرة،ما الذي وراءها،من أين تستمد قوتها.
ما مدى هذا التناغم والإنسجام بين الريشة وسحر الأنامل،وبين ذبذبات القلب التي تنبؤا بحدوث بركان مفاجئ في ينبوع الإلهام ،لتعطي بعدها إشارات إلى شرايين القلب ليسيل عبرها إلى تلك الأنامل ومنها إلى الريشة ليشكلوا معاً فسيفساءً من الألوان من هبة الطبيعة ،ترسم لوحات تعبر عن نفسها .
على سبيل المثال:
آمال امرأة تعشق الحرية وتريد التحرر من جبروت العبودية
صرخة الإنسان تحت وطأة التعذيب،كصرخة طفل تائه في شوارع حلبجة يبحث عن أمه التي باتت جسداً بلا روح.
سر جمال الأنوثة في سيمفونية العشق الأزلي تُعزف على آلة الناي.
معاناة الشعوب المضطهدة وصمودهم في وجه الظلم و الدكتاتورية .
صراع بين الظلم والعدالة وبين الخير والشر....الخ .
مواضيعٌ استُلهمت من هذا الواقع الذي نعيش فيه نحن البشر
على شكل مسرحية والتي بدورها ترجع إلى تلك الملحمة التي تسمى الحياة .
وكأن هذا الفن له جذور مرتبط بأساطير الأزمنة الغابرة وأزل الدهر

زوريار تعلو
13-05-2010

02‏/03‏/2010

سينما الزهراء في الدرباسية

لقمان ديركي


سينما فؤاد

سينما الزهراء


بعضهم يقول إن اسمها سينما فؤاد, و البعض الآخر يؤكد أن اسمها سينما الزهراء , حتى صاحب السينما نفسه سليم سبتي قال لي إن اسمها سينما فؤاد، لكن ابنه بدوان قال: سينما الزهراء. و ندما تستمع جيداً ستتأكد أنها كانت سينما فؤاد في الخمسينات وسينما الزهراء في السبعينات نظراً لكون الجيل القديم يصر على اسم فؤاد بمن فيهم صاحب السينما بينما يصر الجيل الجديد على اسم الزهراء بمن فيهم ابن صاحب السينما.


ولكن هناك معلومة أخرى تفيد بأن سينما فؤاد هو اسم السينما الشتوية بينما سينما الزهراء هي السينما الصيفية بينما يقول آخرون إن السينما التي أنشأها جليل قره زيوان قرب صوامع الحبوب "الميرا" هي سينما فؤاد وإأن السينما التي أسسها شكري مرجة قرب البلدية هي سينما الزهراء، و قد شارك فيها سليم سبتي و نقلها إلى فناء منزله في السبعينات لتصبح السينما الصيفية الوحيدة هناك .. في الدرباسية، تلك البلدة الشمالية التي لا يفصلها عن تركيا سوى حديد القطار .


في البداية شارك سليم سبتي عائلة لوله، وهم أصحاب سينما فؤاد في القامشلي و من ثم استقل بنفسه واستعار من بلدة عامودة القريبة رجل التشغيل" قيا" كي يشغل الأفلام بعد أن احترقت سينما عامودة في عرض سينمائي للأطفال مات معظمهم اختناقاً و احتراقاً، وتحركت السينما في الدرباسية بين عامي 1954 و1958 أي إنها توقفت عام 1958مع بزوغ شمس الوحدة , وظلت السينما مهجورة لتعود بقوة عام 1970وتستمر حتى عام 1978مفسحة المجال لجهاز التلفزيون الذي أصبح متوفراً في بعض البيوت، وأضحى الذهاب إلى السينما غير ضروري بالنسبة إلى معظم عائلات الدرباسية .


كنت في الرابعة من عمري عندما دخلت السينما للمرة الأولى، وشاهدت فيلماً حربياً عن بطولات الشعب الجزائري قالوا لي فيما بعد انه فيلم " جميلة بوحيرد", و تأكدت من ذلك عندما سميت المدرسة الابتدائية في الدرباسية على اسم البطلة بعد عرض الفيلم مباشرة ليبدأ فصل من عصر السينما في ذلك المكان البعيد والبهيج و الموحش .


كانت سينما الزهراء الصيفية كما يسميها أبناء جيلي مكونة من جدار كبير دهن باللون الأبيض ليكون الشاشة الأولى التي أدمنّا التسمر أمامها , و من مدرج إسمنتي مقسم إلى قسمين: رعاع و عائلات , وكنا نفضل الجلوس في قسم الرعاع بعيداً عن أهالينا الجالسين في قسم العائلات أو" اللوج" كما تسميه مصطلحات سليم السينمائية , و كان هناك منزلان خلف المدرج مباشرة، أحد هما لصاحب السينما نفسه و يتم استخدام سطحه في أوقات الزحام الشديد لكي تجلس العائلات عليه و تشاهد الفيلم. أما السطح الآخر، فكان صاحبه يؤجره للرعاع كي يشاهدوا الفيلم من عليه بربع التسعيرة النظامية.


و بعد أن تعلم يوسف برجس تفاصيل تشغيل الفيلم السينمائي من" قيا" أصبح الآمر الناهي في تلك الغرفة الصغيرة، فهو صاحب القرار النهائي في توقيت عرض الفيلم و إطفاء الأنوار حتى لو كان هناك بعض الرعاع المتأخرين أمام الباب, و كان هذا الأمر يسبب بعض المشاكل الصغيرة لصاحب السينما الجالس على الصندوق أمام باب السينما , فقد كانت النقود التي تدفع في لحظات إطفاء الأنوار إما تركية أو قطع معدنية بحجم الربع ليرة لا قيمة لها أبداً .


و على الرغم من أنّ يوسف هو الآمر الناهي، فان حمادة كان نجم السينما في ذلك المكان و معبود النساء و المراهقين , و حمادة هو المسؤول عن تعليق الصور و الإعلانات , وهو الذي يقف أمام الباب لإدخال الجمهور، و هو الذي يظهر في الحملات الإعلانية للأفلام .


يذهب حمادة إلى القامشلي لجلب الفيلم المتفق عليه،


وهناك يشاهد الفيلم و يتأخر يومين قبل القدوم إلى الدرباسية ومعه الفيلم الجديد , و سبب تأخره هو أنه بعد مشاهدة الفيلم يذهب إلى الحلاق و يصنع لنفسه تسريحة مطابقة تماماً لتسريحة البطل , و يشذب شاربيه كشاربي البطل , فإذا كان البطل دون شوارب يحلق شواربه أيضاً , ثم يذهب إلى الخياط و يفصل لنفسه طقماً كطقم البطل تماماً و يشتري من الباله قميصاً مطابقاً لقميص البطل , و اذا اضطره الأم إلى لشراء خواتم أو سلاسل شبه ذهبية، فانه يفعل ذلك، ويعود الينا نسخة مطابقة مائة بالمائة لشامي كابور أو دارا مندارا أو بروس لي أو فريد شوقي أو جوليانوجيما...الخ من قائمة نجوم تلك الأيام , و فور عودته إلى الدرباسية يجهز نفسه و يظهر في حملته الإعلانية الأولى التي تستهدف شوارع الدرباسية عصراً.


عادة في عصر كل يوم تجلس نساء الدرباسية أمام أبواب بيوتهن على كراسي القش الصغيرة لشرب الشاي و تبادل آخر الأخبار المحلية , أي الدسائس و النمائم . و في غمرة انهماك النسوة بتحليل آخر دسيسة يظهر حمادة، فتتوقف قلوب النساء عن الخفقان، وترتجف كؤوس الشاي في أيدي الفتيات المراهقات .


يمشي حمادة بثياب البطل الجديد و تسريحته وحذائه وهو يفتعل حركات معينة و يثبت لثانيتين مشكلاً " بوزاً " ذا وقع خرافي على قلوب العذارى , ويمشي خلفه ثلاثة أشخاص: عبودة حارس مرمى الدرباسية الذي يحمل طبلاً وينادي، وسراج و نصرت اللذان يحملان لافتة كبيرة عليها بوستر الفيلم و صور منه , فإذا كانت الفتيات الجالسات أمام أبواب بيوتهن جميلات، فإن حمادة كان يبطئ من حركته بشكل رهيب و هو يتلفت بخيلاء الطاووس يميناً و شمالاً , مما يضطر من وراءه إلى إبطاء حركتهم أيضاً و كذلك النداء فينادي عبودة على البطيء :" سينما... ال..ز.. ه.. راء.. تقدم.. أح..سن.. فيلم .. ف..ي ال..عالم.. الزهرة... و الح..جر..لا تدعوا.. الفر...صة....تفو....تكم...." .


أما اذا كانت الفتيات من النوع العادي، فان سرعة حمادة كانت تصبح عادية، وكان النداء خلفه يصبح عادياً أيضاً.


وفي حال وجود فتيات بشعات، فإن حمادة كان يتخلى عن وقاره و يركض مسرعاًُ كأنه عدّاء، و يختفي في أول شارع يميناً أو يساراً و خلفه رجال إعلامه الثلاثة و صوت عبودة اللاهث وهو يصرخ :" سينما الزهراء تقدم أحسن فيلم في العالم الزهرة و الحجر لا تدعوا الفرصة تفوتكم".


و من تقاليد الحملة الإعلانية أن يتوقف حاملاً البوستر لإتاحة الفرصة للنسوة كي يتفرجن على الصور بينما يقف حمادة بعيداً عنهما منتظراً انتهاء النسوة من فرجتهن و تعليقاتهن على الصور , وإذا حدث و كانت هناك صور خليعة، فان وجهي حاملي اللافتة يمتلآن ببصاق النسوة الغاضبات مع عبارات من قبيل " انقلعا من هنا ... قلة أدب.... حيوانات ...أولاد قحبة.. الخ" . و كان ممنوعاً على حاملي اللافتة إبداء أي ردة فعل و الاكتفاء بالانصياع الكامل لحالات الجماهير في أوقات الدوام الرسمي ... لأن الشغل شغل , و هكذا كان حاملا اللافتة يعودان في الصباح في جولة رد اعتبار شخصية خارج أوقات الدوام الإعلاني وهما يشتمان كل من بصق عليهما و شتمتهما في عصر اليوم الفائت " الخ".


وكان آباء و أزواج تلك النسوة و الفتيات يتقبلون هذه المعارك لأن البادئ أظلم و هم قوم عادلون .


و قبل الغروب بنصف ساعة يبدأ الغليان لأن الفيلم يبدأ بعد الغروب مباشرة, فالسينما بلا سقف , و يبدأ الجمهور بالدخول إلى السينما , العائلات على الدرجات الثلاث الأخيرة و باقي الصالة للرعاع . و ما إن تمتلئ الدرجات الثلاث حتى يبدأ سليمو باستخدام سطح منزله للعائلات الطارئة التي لم تحجز مسبقاً . كنا ندخل بنصف ليرة ،كما كان يمكن أن ندخل بأنواع أخرى من العملات مثل البيض و الدجاج و الديكة الرومية و البط و البطيخ و الخراف حتى , فهذا يدخل إلى السينما بخمس بيضات بلدية سرقها من تحت احدى الدجاجات الرومانسيات , و ذاك و قد حمل بطيختين مسروقتين من بساتين القابلة غير القانونية عالية , و آخر يد خل بقطعة قماش جوخ إنكليزي أصلي هو وأربعة من أصدقائه بعد أن استغنى عن تفصيل طقم جديد للعيد , و مختار قرية " كربتلي" يدخل ثلاثين فقيراً إلى السينما بخاروف العيد الذي كان سيذبحه و يوزعه عليهم أنفسهم، ولكنهم أقنعوه بأن إدخالهم إلى السينما هو زكاة أيضاً على الرغم من أن الصوفي " غريبو " لم يفتِ في هذا الأمر إطلاقاً, و لكنه عاد و حلل ذلك بعد أن حضر احدى الأفلام الأمريكية التي يظهر فيها بابا نويل ذو اللحية البيضاء التي تشبه لحيته. و كم كان مزهواً بنفسه عندما صرخ الجمهور بصوت واحد: " صوفي غريبو " و هم يشيرون إلى بابا نويل الأمريكي , لذلك كان طبيعياً أن تختلط أصوات الدجاج و الديكة و الخواريف و هي تتراكض أمام الجمهور في فناء السينما الواسع وسط محاولات حمادة اليائسة في اعادتها إلى الركن المخصص لها ألا وهو حظيرة السينما.


و ما إن يبدأ الفيلم حتى تتعالى الصرخات بعد أن يكون حمادة قد ألقى كلمته الشهيرة قبل كل عرض " الرجاء عدم اطلاق النار على الشاشة لأن الأشرار لن يموتوا حتى لو أطلقنا المدافع عليهم". ونفهم من كلمته أن اطلاق النار مسموح على أهداف أخرى غير الشاشة، وبالطبع فإن الجمهور لا يرتدع بل ولا يفهم ما قاله حمادة لأنهم سرعان ما يشهرون بنادقهم ومسدساتهم عند كل ظهور لعدو البطل, وقد أصيب توفيق الدقن لوحده بأكثر من ألفي طلقة عن مجمل أفلامه . أما عادل أدهم، فقد أصيب بحوالي الألف وخمسمائة طلقة، و كذلك الأمر بالنسبة لأعداء بروس لي و شامي كابور ودارا مندارا وجوليانو جيما , ومن الغريب أن بروس لي أصيب عدة مرات بعد أن خربطوا بينه وبين عدوه الشرير " كون الصينيين يشبه بعضهم بعضاً إلى درجة رهيبة" كما صرح واحد ممن أطلقوا عليه النار بعد أن سمع أحدهم يصرخ فيه منبهاً:" هذا بروس لي يا حمار", وحدث ان اصيبت ناديا لطفي في فيلم " أبي فوق الشجرة" بطلقٍ ناري من مسدس أحد المهوسين بمرفت أمين, كما أصيب عبد السلام النابلسي خطأً بعد أن ظنه أحدهم شريراً و عدواً لعبد الحليم حافظ , و كان طبيعياً أن تكون هناك ورشة عمل صباحاً لترميم الشاشة و اعادة طلائها من جديد .


ولايعدم قليلو النقود الحيلة، فهم يحجزون أماكنهم بعشرة قروش فقط على سطح أوسمانو المطل على الشاشة , و عادة ما يمتلئ هذا السطح قبل أن يدخل أول شخص إلى الصالة بشكل رسمي , وبعد بداية الفيلم يمكن لأي عابر أن يلمح أربعة طوابير واقفة بانتظام, وبعد مرور ربع ساعة من بداية الفيلم يدخل الطابور الأول، وهم الذين دفعوا خمساً وثلاثين قرشاً فقط,، وبعد مرور نصف ساعة يدخل الذين دفعوا ربع ليرة فقط, وعند انتصاف الفيلم، يدخل الذين دفعوا خمسة عشر قرشاً فقط, و قبل نهاية الفيلم بربع ساعة يدخل الطابور الأخير ومعظمهم من الأطفال الأبرياء وقد دفعوا خمسة قروش فقط لا غير , و في اليوم التالي يعود من شاهد النصف الأول من الفيلم لمشاهدة النصف الثاني ومن شاهد ربعه الأخير لمشاهدة ربعه الأول, وهكذا فان هناك أشخاصاً يجب أن يخرجوا من السينما في أوقات محددة حسب النقود التي دفعوها, وكان حمادة يحفظ وجوههم غيباً و يبحث عنهم أثناء عرض الفيلم بواسطة بيل يدوي يوجهه إلى وجوه المشاهدين المتذمرين حتى يقبض على الجاني و يرميه خارجاً بدون رحمة,و عادة ما كان الجمهور النظامي يدل على الخارجين على القانون كي يتفرجوا على الفيلم بدون ازعاجات , وحدث مرة أن أمتلأ سطح أوسمانو بالجماهير بينما بقيت السينما خالية تماماً، فقرر يوسف أن لا يعرض الفيلم خاصة وأن صندوق السينما لم يدخله قرش واحد، ولكن سليمو رفض ذلك، وأمر بتشغيل الفيلم لأن الجمهور جمهور حتى لو دفع نقوده للجيران، وكان هذا أول تأسيس لأول تقليد يقضي بعرض الفيلم في وقته المحدد حتى ولو لم يكن هناك جمهور.


ومع ذلك فقد تم اختراق هذا التقليد عدة مرات , فكان عرض الفيلم يتأخر في المرات التي يحجز فيها العرض كاملاً لإحدى القرى, فقد كان مختار القرية يأتي ويقف أمام باب السينما ويدخل رعاياه بعد التأكد من وجوههم واحداً واحداً , وكنا نحاول الدخول ونحن نرتدي الجلابيات كي نشبه أهالي القرية، ولكن هيهات , فالمختار اللعين كان يكشف أشكالنا و يميزها عن رعاياه ويطردنا بعد أن يناولنا ماتيسر من صفعات وركلات وبصقات , وكان المختار لايسمح بعرض الفيلم حتى يكتمل نصاب رعاياه الذين يتأخر بعضهم بسبب قدومهم سيراً على الأقدام , أما الذين يأتون بالشاحنات، فهم يصلون في موعدهم، و يصل بعدهم القادمون في العربات التي تجرّها البغال أو الحمير و كذلك الذين يمتطون الحمير شخصياً ، و يصبح شارع السينما مرآباً لسيارات البيك آب و العربات و البغال و الحمير، ويكون أمر حراستها مناطاً بعمال السينما الذين يعيشون على أعصابهم حتى نهاية الفيلم خوفاً من هرب حمار ما أو سرقته ، أما المختار، فيخرج دفتره، و يبدأ بتفقد رعاياه الجالسين على المدرجات فيذيع الاسم، ويرد عليه صاحب الاسم فخوراً وهو يرفع يده "حاضر" ..ثم يبدأ الفيلم القروي.


ومع كل فيلم تبدأ رحلة حمادة في النجومية، فهو شبيه البطل ، أي أنه بطلنا المتوفر ، فإذا كان الفيلم عاطفياً، فهو نجم الفتيات و مثل المراهقين الاعلى في الملابس و التسريحة ،و إذا كان فيلماً من أفلام الكاراتيه، فهو بطلنا نحن الرعاع . كانت رسائل الإعجاب تصله من تحت باب بيته و هي معطرة و عليها ختم بأحمر الشفاه و توقيع واحد موحد هو ( المتيمة المجهولة و العاشقة الخفية ) ، بينما كنا نعبر عن إعجابنا به بالركض خلفه و نحن نصرخ ( حمادة حمادة )، فينفش ريشه، ويمشي متبختراً إلى أن يضجر منا، فيضطر إلى تجريب عدة حركات من الكاراتيه في أجسادنا الصغيرة، فنتفرق حزانى مما فعله بنا بطلنا المحبوب الذي كنا نشجعه مع كل قبلة لعبد الحليم حافظ على شفاه ميرفت امين و نحن نصرخ ( طيبة حمادة ) كأنه هو الذي يقبّلها، و كنا نعد القبل في فيلم" ابي فوق الشجرة" بصوت واحد عالٍ جداً : واحد .. اثنان .. خمسة و عشرين .. تسعة و تسعين .. حتى ضاقت العائلات ذرعاً بنا، فاضطر يوسف إلى قص اكثر من خمسين قبلة تجنباً للفوضى، ولكن الجمهور اكتشف الخديعة، وطالب الرعاع منهم بثمن تذاكرهم مهددين بتكسير السينما و تخريبها، فرضخ يوسف لضغط الجمهور، وأعاد القبل المقصوصة في اليوم التالي وسط صوت الجمهور الهادر .. مائة و عشرة ..مائة و خمسة عشر .. إلخ من قبل ابي فوق الشجرة .


مضى زمن طويل قبل ان اعود إلى سينما الدرباسية لأجدها مهجورة ، يوسف الآمر الناهي يبحث عن عمل جديد دون جدوى ، و حمادة نجم النجوم يعمل عتالاً في ( الميرا ) ، بعد أن انقطعت الرسائل عنه و اضحى مروره في أي شارع عادياً و غير لافت لأي انتباه . مضى الزمن و لم يبقَ من السينما سوى شاشتها البيضاء المحتفظة بثقوب أحدثتها الرصاصات التي أطلقت على محمود المليجي في آخر عرض قدمته سينما الزهراء قبل ان تغلق ابوابها نهائياً و تصدم عشاقها بما يشبه الصدمة العاطفية ، و خاصة المزارع " بشارو " الذي كان يشتري لكل فيلم دفتراً كاملاً من البطاقات ليوزعها على المفلسين من محبي السينما ، و كان بشارو ينزعج عندما يتلقى بطل الفيلم أية ضربة أو لكمة من أعدائه و يخرج من السينما حرداناً و هو يقول : لقد أفسدتم الفيلم ، فيلحق به حمادة مؤكداً أن البطل سينتصر في النهاية، لكن دون جدوى.


أما بائع الشعيبيّّات تلك الحلوى اللذيذة " نهيتّو "، فكان مصدوماً هو الآخر ، كان عاشقاً متيّماً بـ " شامي كابور "، و كنّا نتملقه، و نقول له : " ياوو نهيتّو .. صوتك أجمل من صوت شامي كابور و أنت أكثر وسامةً منه أصلاً " ، فيوزّع الحلوى علينا مجاناً بحركة سينمائية شاميكابورية خالصة .


مضى زمن طويل قبل ان اقف أمام الشاشة العظيمة المنهكة وانا أسترجع خروجنا و نحن نبكي بعد الفيلم العاطفي ، أو و نحن نتعارك بعد فيلم الكاراتيه .


مضى زمن طويل قبل ان نعرف أن عشرات الأشخاص من القرى التركية بترت اقدامهم و هم يجتازون حقول الالغام الحدودية من اجل حضور فيلم لشامي كابور ، مضى زمن طويل قبل أن ادير ظهري لشاشة البهجة التي مازالت ارواح الأبطال الأشرار تئن داخلها بسبب آلاف الطلقات التي اخترقت اجسادها ، مضى زمن طويل و مازال أهالي الدرباسية مختلفين هل كان إسمها سينما فؤاد ام سينما الزهراء.

27‏/02‏/2010

فنان من الدرباسية:الفنان رمضان نجم أومري






لقاء مع الفنان رمضان نجم اومري‎

حاوره : ماهين شيخاني



من أجمل الأصوات المميزة على الساحة الغنائية ،ذو نبرة جبلية صلدة كصخور جبال كردستان،ثم تراه كبلبل صداح يغرد بعذوبة لا يضاهيه سوى عذوبة انهار كردستان، وهبه الله
حنجرة ذهبية ليبدع بها تلك الأغنية الفلكلورية الرائعة ( أسمر ) و التي غنتها العديد من المطربين
من أمثال الراحلين محمد عارف جزراوي و رفعت داري وغيرهم ،انه بحق أعطى لأسمر نكهة خاصة ، وهو الذي شجى أغنية آذار رائعة الشاعر الكبير تيريز الذائعة الصيت ،وهنا أريد أن اذكر القراء بأنني رغبت إجراء هذا الحوار – حوار الذكريات – لأقدم ولو جزءاً يسيرا لهذا الفنان الهادئ واليكم هذا الحوار:





أبو نيروز المحترم لنعوم سويا في بحر الذكريات ونبدأ معا الرحلة من لبنان مباشرة، حيث الحفلة الأولى التي قمت بها ،كيف كانت ، و من هم الفنانين الذين شاركوا معك؟



أخي العزيز ، الحفلة كانت في عام 1971. حيث تعاقد الأخ الفنان محمود عزيز مع متعهد الحفلات الأخ كمال جمباز وبمشاركة الأخ الفنان الراحل محمد شيخو و الأخت بروين من (عامودا ) تحت اسم فرقة سركوتن – النصر – نعم ولادة الفرقة ، حيث تدربنا على البروفات مدة أربعة شهور ، لنقدم حفلة واحدة على مسرح سينما ريفولي .كان الحضور متميزا ، حيث حضرها صائب سلام (رئيس الجمهورية في ذاك الوقت ) ، سليمان فرنجية ، كمال جنبلاط، سعيد عقل ولمدة ساعة كاملة حيث البث التلفزيوني مباشر، حفلة رائعة ، ناجحة جدا حفرت لحظاتها في قلوبنا لحد هذا الوقت .

مدة أربعة شهور ليست قليلة ، فهل حصل بينكم – اقصد فرقة سركوتن – أي خلاف أو ما شابه ؟.



بتاتا ، لم يكن هناك أي خلاف بل كنا اكثر من اخوة ، و لاسرد لك حكاية قد تفيدنا لهذا السؤال . أنا والمرحوم محمد شيخو كنا ننام في غرفة وعلى سرير واحد وببطانية واحدة وكما تعلم كان المرحوم طويل القامة وبما إننا ننام باتجاهين متعاكسين فلدى سحب البطانية ( الغطاء ) من قبل أحد نا ينكشف الآخر. وكنا نملك مفتاحا واحدا للباب نضعها في علو كان سهلا بالنسبة للمرحوم أما أنا فكنت احتاج لكرسي آخذه من جارتنا – صاحبة الدار – لأجلب المفتاح لقد كان المرحوم طيب القلب جداً .

رحمه الله ، بعد الحفلة ماذا كان مصير فرقة سركوتن ؟ هل استمرت أم توقفت ؟.

للأسف لم تدم الفرقة طويلا ، لأننا عدنا إلى بيوتنا .

في تلك الفترة هل كان هناك فرق غيركم ؟

كانت هناك فرقة الفنان سعيد يوسف والتي ضمت الفنانة المعروفة شيرين والفنان الراحل رفعت داري إلا إننا لم نجتمع في أي عمل مشترك .

في عام 1973توجهت إلى إذاعة بغداد قسم البرامج الكردية . هل لك أن تحدثنا عن تلك الفترة وما هي الأغاني التي سجلتها في الإذاعة؟.

صحيح ، في عام 1973 توجهت إلى الإذاعة ( إذاعة بغداد )قسم البرامج الكردية وبقيت شهرين وعشرون يوما ، كنت احضر عملي مع فرقة الإذاعة أنام في منزل الفنان المعروف عيسى برواري. أما الأغاني الذي سجلتها فهي ( خوش بيشكه تي – سوركل زي باغي – آلا ره نكين بوته 000وبعض المقاطع الموسيقية 000كفوكم 000وغيرها.وهناك أتاح لي الفرصة على التعرف على فنانين أمثال : بشار زاخولي –كلبهار –محمد عارف جزراوي – كمال عقراوي – نسرين شيرواني ، وفي مدينة الموصل شاركت الفنانين محمد عارف و وعيسى برواري كضيف شرف.
وفي عام 1974أي بعد سنة تقريبا من بقائي في الدرباسية حزمت حقائبي وتوجهت الى المملكة الاردنية و قابلت الأستاذ ( روحي شاهين ) مدير قسم الموسيقا وسجلت في الإذاعة ستة مقاطع موسيقية هي ( نيركز –كري سيرا بسيرا- كفوكم لي لي – شف جو 000الخ. أتذكر بأنني قبضت حينها أربع مائة وستون دينارًا لقاء هذا العمل.
و في عام 1993 أقمت حفلا فنيا على مسرح قصر فرساي ( الحمراء ) مع الاخوة عبد الرحمن دريعي عازف الناي و الفنان الشاب زهير علي وكان ذلك بمناسبة عيد نوروز، حيث كان الحضور من الشخصيات المعروفة في المجتمع اللبناني ( العربي، الكردي ).
أما الفترة الأخيرة فقد ذهبت عدة مرات الى كلا البلدين ( لبنان – الأردن ) وفي مناسبات عديدة ومنها مناسبة افتتاح الجمعية الكردية في الأردن .



حقا أنها لذكريات جميلة ، ولكن خطر ببالي الآن سؤال عن آلتك المعروفة ( آلة الجمبش ) من أين لك و ما اصلها ؟ كونك كنت تعيش مع –آلة الطنبور- في بيت واحد ؟.

آلة الجمبش حسب معلوماتي المتواضعة هي آلة يستخدمها الأتراك و اليونان وفي اليونان يسمونها ( بانجو )
أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال كيف تعرفت عليها ومن أين لي فهذه لها حكاية ، عندما كنا صغارا نذهب إلى الأعراس التي كانت تقيم امام دار العريس او في ساحة قريبة من بيته . ذات مرة حضرت حفلة كان يحييها الفنان الكبير آرام ، فأعجبت به وبالآلة التي يعزف عليها ، واصبح هذا الإعجاب إلى حب شديد ، أمنيتي هو العزف عليها ، ولم اعد قادرا على الابتعاد عنها ومازلت متيم بها وسأظل كذلك للابد مع العلم والدي من العازفين المعرفين على آلة الطنبورة ؟.

أكثر من خمس وثلاثون عاما اعتمدت على آلة الجمبش و على صوتك الجبلي المميز, فهل اعتمدت على ذاتك في الشعر أيضاً؟.


لقد غنيت الفلكلور وغنيت لكبار الشعراء مثل جكر خوين ( سوركل زي باغي) ،تيريز(آذار)هذه الاغنية التي عرفتني بالناس وزادت من شهرتي بين الاكراد في أصقاع العالم، يوسف برازي(بخجي مه ده سوركل هبو) ،كما اعتمدت على الجيل الحالي من الشعراء
عبد الرحمن آلوجي وماهين شيخاني ،ولي ايضا نصيب في ذلك .



في الفترة الاخيرة ذهبت الى كردستان العراق بدعوة خاصة من الحزب الديمقراطي الكردستاني . هل لك ان تحدثنا عن هذه الزيارة التي يتمناها كل كردي ؟.



في عام 1996 ذهبت الى كردستان بدعوة خاصة لمشاركة اخوتنا هناك ، فرحتهم وتلك المناسبة العظيمة مناسبة اليوبيل الذهبي للحزب . حيث سجلت للإذاعة و التلفزيون( دهوك)
أغنيتين ( بزي ديمقراطي ) و(كوليكا ميركا جيهاني) ، كما سجلت أغنية آذار مع الفرقة الموسيقية ومدبلجة ، ايضا في دهوك .
و شاركت الفنان الكبيرشفان برور والفنان المعروف سعيد يوسف حفلتين فنيتين في (صلاح الدين ) و( دهوك ).
كما سنحت لي هذه الفرصة الثمينة لمقابلة العديد من الشخصيات الفنية والسياسية و الاجتماعية و الجماهير الكريمة .



كلمة أخيرة تحب أن تضيفها على هذا اللقاء الممتع مع ذكريات فنان كبير ؟



أشكركم جزيل الشكر لأتاحتكم لنا هذه الفرصة وتمنياتي لكم وللشعب الكردي مزيد من التقدم والنجاح و كل الموفقية وكل الحب

25‏/02‏/2010

من الدرباسية( 1/ 12) -الرفش الألماني وخزائن شِركِ





خالد عيسى


--------------------------------------------------------------------------------


نتيجة لرسم الحدود السورية-التركية، انقسمت العشائر والعائلات الكردية وممتلكاتها على طرفي الحدود. فكانت قريتا خَرابلمِ وشِركِ تابعتين للسلطات الإدارية لولاية ماردين العثمانية. وبعد رسم الحدود، أصبحت القرية الأولى ضمن حدود الدولة التركية (سه ر خه ت)، بينما أصبحت الثانية ضمن حدود الدولة السورية (بن خه ت).

وهكذا بقي محمد أمين شيخو و بعضاً من أقربائه في قرى شِركِ و دَليكِ ومَلَك، وقرى أخرى حوالي الدرباسية، وأصبحوا من رعايا الدولة السورية في البداية، وتم تجريدهم من حق المواطنة فيما بعد. بقي أغلب أقربائه من قبيلة السينكان الكردية في خَرابلمِِِ، وفي عموم مناطق باراڤا، ولا تعترف بهم السلطات التركية إلا كأتراك تابعين. تبعد قرية خَرابلمِِ حوالي ثلاثين كيلو مترا عن الحدود مع سورية.
-1-
رغم الحدود المحروسة عسكرياً، ورغم حقل الألغام الفاصل بين المنطقتين الكرديتين في تركية و سورية، كان يحاول الأقرباء و الأحبة التواصل، وتبادل الزيارات بموافقة السلطات أو بدونها. و كان يقامر بعضهم بروحه لكسب العيش عن طريق المتاجرة على طرفي الحدود.

يحكى أن أحد أقرباء محمد أمين شيخو جاء من قرية خَرابلمِ لزيارتهم في شِركِ و دَليكِ ومَلَك، و أثناء هده الزيارة اقترحت زهرة، خالة محمد أمين على قريبها الزائر أن يتاجر عبر الحدود (تهريب) بالرفوش الألمانية، و أنها هي التي ستتكفل بتسويقها. بينما اقترح محمد أمين على قريبه الاتجار بالتبغ الخرسي ذات الصيت والسمعة.

يبدو أن الرفوش الألمانية كانت قد تركت سمعة حسنة لدى أهالي هذه المنطقة منذ أن كان العمال يستخدمونها في إنشاء الخطوط الحديدية, التي أصبحت فيما بعد الحدود الدولية الرسمية, هذه الحدود التي فصلت بين الأقرباء في شِركِ و دَليكِ ومَلَك من جهة، و في خَرابلمِ من جهة أخرى.

بعد أن عاد الزائر إلى أهله في خَرابلمِ ، أعد حملة من الرفوش الألمانية، و حمّلها على ظهر حماره ، واتجه به إلى مَلَك، محاولاً الجمع بين الزيارة و التجارة في هذه المرة.
بعد عناء و خوف شديدين، تمكن القريب(الزائر-التاجر-المهرب) من اختراق حقل الألغام ليلاً، ووصل إلى قرية مَلَك، وحلّ ضيفاً في بيت زهره, خالة محمد أمين.
كانت فرحة الخالة مضاعفة في هذه المرة، لأن قريبها قد سمع نصيحتها, و خاصة وأنه أهداها في هذه الزيارة رفشاً ألمانياً من حمولته. بينما في المرة السابقة، لم يكن معه من الهدايا سوى قليل من الدخان و الباستيق و البَنّي والقضامة المحمًصة.

في حين كان محمد أمين ينتظر بشوق وصول حمولة من التبغ الخرسي. و كان قد وعد بعض مقربيه بما كانت تتوق إليه نفسه, فقد خاب أمله. لكن أصرً عليه القريب مشاركته في التبغ الذي كان قد جلبه لنفسه.

بعد عدة أيام، بدأ الخوف يخّيم على الجميع، فكلما مرت سيارة في القرية، ظنوا أن الحكومة قد سمعت بصفقة الرفشات الألمانية، وأن الخالة زهرة تحوي في دارها مهرباً غريباً. وكانت مواضيع السهرات تدور حول المصير الذي يمكن أن يلقاه من يأوي الأجانب (المهربين) القادمين من سه ر خَتِ (تركية)، وأصبحت الحالة لا تطاق من القلق والهلع.

أمّا على الصعيد التجاري، فسرعان ما خاب أمل القريب الزائر، إذ تبين بأن الرفش الوحيد الذي نقص عن حمولة حماره، كان الرفش الذي أهداه إلى الخالة زهره. فجيران الخالة كانوا يعرفون بأن الخالة ستعيرهم رفشها الألماني عند اللزوم، و لا داعي لشرائه. فهم القريب بأن زيارته تحققت و سعادة الخالة كانت كبيرة، لكن التجارة أخفقت. ولم تكن خيبة محمد أمين أقلَ من خيبة قريبه, وأصبح يعاتب خالته على نصيحتها التي أدت إلى الخسارة والكآبة.

بعد عدة أيام من التأفف و الندم وكثرة التدخين، والمعاتبات والملاسنات المتبادلة بين محمد أمين وخالته، استعد القريب للعودة مع حماره و رفوشه إلى خَرابلمِ عبر الحدود، استودع الجميع، و قبل عيون الصغار و أيادي الكبار في شِركِ و دَليكِ ومَلَك.

لم يتمكن القريب من شراء بضاعة جديدة, كما كان يحلم، أو جلب الهدايا الكثيرة لأولاده في خَرابلمِِ, كما كان يأمل. فلم يكن حمل الحمار قد خف إلا بمقدار رفش واحد، وكان هذا الرفش قد أُعطى كهدية، ، ولم يكن لدى القريب ما يشتري به السلع و الهدايا. ولم يكن باستطاعة الحمار حمل أكثر من حمله. ومع ذلك تعهد القريب بنقل الحمولات من التحيات والقبلات إلى الجميع في بلاد سه ر ختِ (فوق الخط).

كان القريب حزيناً على مفارقته للأهل ، لكن كان حزنه أكبراً على فشله في تجارة الرفوش, وكان يدور في رأسه ألف فكرة وفكرة حول كيفية تصريف هذه الرفوش في حال عودته إلى خَرابلمِِ بسلامة.


شد الرحيل في ليلة قاتمة السواد. و نحو حقل الألغام، إلى ما وراء سكة القطار، انطلق القريب الكئيب مع حماره المثقل بالرفوش والدعاءات و السلامات.

وقبل أن يفارقه محمد أمين على أطراف القرية، نصحه مرة أخرى، بأن يجلب معه في المرة القادمة حملاً من دخان الخرس الذي يفضله أغلب المدخنين، وكرر له بأنه هو الذي سيتكفل بتسويقه.

انقطعت عن أهالي بنخه تِ أخبار القريب وتجارته. وعندما زرت خرابلِم عام 1970، لم أكن قد سمعت بعد بهذه القصة، ولذلك فاتت عليّ فرصة السؤال عن مصير تاجر الرفوش الألمانية.

أمّا محمد أمين، فقد استمر في تدخين التبغ الخرسي خلسة من أعين القولﮁية (شرطة إدارة حصر التبغ) ومخبريهم. ومن أجل الحصول على هذا النوع من التبغ، بقي يعتمد على صداقته مع تاجر(مهرب) التبغ حج خلف لالاني وغيره من أصحاب الثقة.

وعلى خلفية الاختلاف في وجهات النظر, وخاصة فيما يتعلق بالتخطيط و الإدارة والتسويق في صفقة الرفوش الألمانية، أشتد الخلاف بين محمد أمين شيخو وخالته زهرة، إلى درجة القطيعة. ولولا خزينة شِركِ لما عادت الأمور إلى مجاريها بسهولة.

فبينما كان محمد أمين شيخو ممتداً على الحصيرة، في منزله في دَليكِ، وكان قد زال من الليل قرابة نصفه، دخل عليه المطبب الشعبي الصوفي إبراهيم, وفاتحه بكل سرّية موضوع خزينة شِركِ، وكيفية اقتنائها.

وفي الحلقة القادمة سنبحث شراكة المرحوم محمد أمين شيخو مع صاحبه صوفي ابراهيم، وسنوضح دور الرفش الألماني في صفقة خزينة شِركِ.

24‏/02‏/2010

الدورشرمكي"... مطبوخ الطريقة الكيكانية




السيدة "عَدْي" "أم صالح"


محمد خلو


من المناطق التي تتميز بالتنوع الكبير من حيث الأعراف والتقاليد والتراث هي محافظة "الحسكة"، فلا تكاد تظهر فروق بين كافة الأطياف التي تعيش في الجزيرة وخاصة من حيث إعداد الأطعمة، ورغم هذا التنوع إلا أن بعض التقاليد تفرض خصوصيتها بحكم طبيعة الحياة.

السيدة "عَدْي" "أم صالح" التي تحدثت عن المأكولات في الجزيرة قائلةً: «محافظتنا من المناطق المشهورة بمطبخها الشعبي المتنوع، حيث لكل منطقة من المحافظة خصوصيتها في إعداد الأطعمة ولكن على الأغلب نستطيع أن نقول إن مطبخها متشابه، فـ"الدرباسية" (بلدة تقع شمال مدينة الحسكة بـ 75 كم) والتي هي مسقط رأسي، تشتهر بأنواع مختلفة من الأطعمة الشعبية، والتي لا تزال تطبخ حتى الآن، وبعضها

أصبح في عداد المنقرض.

و"الدرباسية" مشهورة بأنواع مختلفة من المأكولات الشعبية، حيث في هذه المنطقة تعيش "عشيرة الكيكان" (عشيرة كردية تقطن في مناطق الدرباسية) المشهورة بإعداد البرغل والتي تسـمى (دورشرمكي) ففي المناسبات كانت تجهز قدور كبيرة، ويوضع في إحداها ماء وتوضع على النار حتى درجة الغليان، أما القدر الآخر فكان يوضع فيه السمن العربي وبكمية كبيرة مع إضافة البرغل بمقدار تنكة أو أكثر، حيث كان يحمص البرغل مع السمن العربي حتى الاحمرار، ومن ثم يضاف إليها مرقة اللحم، وكان يوضع البرغل في أطراف القدر من الداخل، ويترك في وسطه دائرة مملوءة بالسمن، ومن ثم يضاف إليها


الماء المغلي، ويحرك جيداً وتترك على نار متوسطة لمدة نصف ساعة، وبعد أن يتم تبخر الماء من القدر المملوء بالبرغل، يوضع القدر على الأرض ويغطى بمنسف كبير ويترك لمدة خمس دقائق، ومن ثم تحرك الطبخة، ويتم وضعها في الجفني (وهو المنسف الذي يحمله أكثر من شخص) ويوضع فوقها اللحم مع الرأس».

وتضيف السيدة "خجي سلو": «من المأكولات الشعبية القديمة في الجزيرة، أكلة تسمى (مير نلماله) والتي تتكون من البصل المفروم، المقلي مع السمن العربي، ويضاف إليها الماء والقليل من القمح المقشور (دان) وتقدم ساخنة، أما (الدان خافك) فتتكون من بقايا البرغل التي طبخت يوم أمس، بعد أن يضاف إليها قليل من الماء والسمن العربي، ويغلى جيداً ويقدم مع خبز الصاج (سيليه)، وأكلة (الحفريشك) والتي كان أغلب السكان يقومون بتصنيعها لسهولة إعدادها، وتتكون من خبز الصاج (سيليه) أو خبز التنور الساخن المفتت، ويخلط مع السمن العربي، ومن ثم تفرك جيداً، ويضاف كمية من السكر إليها وتقدم ساخنة، وهناك أيضاً أكلة تسمى (شلكي) والتي تتكون من العجين المضاف إليها الخميرة، ومن ثم يضا إليها دهن


التحضير لوجبة برغل على الطريقة الكيكانية

موضوع ضمن قطعة قماش، والتي كانت ترش على الصاج، وبعدها يتم وضع العجين المقطع بحجم الرغيف الحالي أو أصغر منه ضمن الصاج ويحمص، ومن ثم يرش عليه دبس التمر والسمن العربي ويترك حتى يبرد، أما (المير) فتصنع من القمح المقشور (دان)، بعد أن يدق في الجرن ويضاف إليها الدو (الجريعة أو الشنينة)، ويحرك جيداً حتى درجة الغليان، ويضاف الثوم أو الكعوب إليها حسب الحاجة وتقدم باردة، والـ (حوتك) أكلة لها نكهة خاصة فكانت تصنع من السميد الخشن والناعم، والتي تنقع في الماء، ومن ثم تقطع إلى قطع صغيرة بعد العجن، ويضاف إليها البصل المقلي وكمية من السماق إن وجد، ثم نغليه مرة ثانية وتقدم ساخنة، وهناك أيضاً (لب شوتي) حيث يغلى الماء ويضاف إليها الخبز المفتت مع إضافة السمن العربي وتقدم ساخنة، أما (سر بزيري) فتتكون من كمية من الماء وقليل من العدس، ويغلى جيداً ويضاف إليها البرغل والسمن العربي وتقدم ساخنة، وأكلة (جاف بلكي)، يوضع اللبن في كيس حتى يتم تجفيفه جيداً من الماء ويخلط بعدها مع القمح المقشور (دان)، ويفرك جيداً


ومن ثم يقطع إلى قطع صغيرة وتجفف جيداً، وتقدم في الشتاء بعد أن يتم غليه مرة أخرى».

وتقول العمة "عَدْي": «لقد كان طعامنا بسيطاً، ولكن أغلبه كان يطبخ مع السمن العربي واللبن ولم نكن قط نعاني من أية أمراض، لأنها كانت من الطبيعة ودون مواد كيماوية والتي أصبحنا لا نحس بالطعم الطبيعي للقمح أو غيره من الحبوب والخضراوات».

23‏/02‏/2010

موهبة من الدرباسية: الراحل عبد غزيم






«تقولون "الوقت يمضي" آه .. لا .. الوقت يبقى ونحن نمضي، الحياة ميدان كفاح وعمل، فمن عمل صالحا ظفر بالمجد والخلود، كم من العلماء والعظماء طواهم الثرى، وبليت أجسادهم ودرست قبورهم.

ولكن تعاليمهم وعلومهم وثمرات أفكارهم تجسدهم أحياء وتخلدهم على مر السنين في رؤوس الفنانين والموهوبين وكم من المؤلفات خلفها فلاسفة ومفكرون وشعراء ورسامون وفنانون.

بقيت لتشهد على عبقريتهم، ونمو أفكارهم، وجعلتهم في كل قلب وعلى كل لسان. ليست الشهرة مقياساً للمجد, فقد يكون شخص ما مشهورا في حياته, ثم ينساه الناس, والمجد الحقيقي هو الذي لا يسعى صاحبه إليه ولا يبحث عنه وإنما يفيض عطاء ويعمل بلا كلل دون أن ينتظر من أحد جزاء ولا شكورا فالأشخاص العظماء يسطرون مجد تاريخهم بما قدموا, وقيمة المرء لا تكمن فيما يبلغه, ولكن فيما يروم بلوغه».هكذا وصفه الفنان والكاتب المسرحي " داريوس داري". انه الفنان والخطاط "عبد غزيم" الذي تحدث لـ eHasakeh عنه السيد "جمعة خزيم" الإعلامي والصحفي عند لقائه به بتاريخ 8/9/2008. ويضيف "جمعة" وقد كان فناننا الموهوب: «"عبد" من هذه النوعية التي تعمل في صمت وكفاه أجراً أن ترى عمله يعيد لأمته حيوية ثقافتها، فكان غزير الإنتاج متنوع المواهب والاهتمامات اتعب معاصريه في ملاحقة نتاجه الذي تخطى كما هائلاً من الخط و اللوحات وأجمل اللافتات التي كانت تزين العاصمة دمشق».

هنالك مبدعون يكتفون بوضع عبقريتهم في إنتاجهم .. وهنالك آخرون يصرون على التضحية بحياتهم أيضا بنفس العبقرية. فيتركون

لنا سيرة وأعمالا خالدة غير قابلة للتكرار. إن الفنان التشكيلي "عبد الخالق" المشهورة بـ" عبد" الذي لم يأخذ فرصته من الحياة ليفجر طاقته الإبداعية حين خطفه الموت باكرا وهو في أوج عطائه.

ويحدثنا "جمعة" عن حياته فيقول: «سرعان ماتوفيت والدته، ليدفعه القدر ليكون حمال سلة في سوق المدينة محروم من التعليم والدراسة مع انه كان متفوقا في المدرسة. وكان يحب كرة القدم وبالأخص حارس المرمى، استدعي إلى الخدمة العسكرية التي كانت بالنسبة له طوق نجاة وبابا إلى الحرية والبحث عن ذاته، أعد حقيبة سفره...وضع فيها ملابسه البالية والكثير من الدموع .. ودع قبر أمه الحنون، حيث استقر في دمشق وبدأ رحلته القصيرة مع الريشة والألوان».

أما موهبته فقد امتلك "عبد" موهبة كبيرة كما وصفها "جمعة" فهي: «موهبة بارعة في تشكيل الخط العربي وكثيرا ماحول الأحرف والكلمات إلى لوحات تعبيرية لا تخلو من حرف "س" الذي كان سرا من أسراره, والى جانب الخط كان ماهراً في رسم اللوحات التشكيلية...ونتيجة لموهبته ومهارته ودماثة خلقه أصبح مشهورا في الوسط الفني بالعاصمة "دمشق" فأحبه كبار الممثلين والمطربين.

فقد كان الممثل "دريد لحام" يتفاءل كثيرا بـ"عبد" ويطلب منه مرافقته إلى المحافظات ليخطط له لافتات لعرض مسرحياته.

أما المطرب المشهور "صباح فخري"
فكان يطلب من "عبد" أن يخطط اللافتات لحفلاته المحلية والعربية والأجنبية.

والى جانب صداقته المتينة لكل من الفنان التشكيلي "خليل عبد القادر","عناية عطار" و"رشيد صوفي" وغيرهم من الفنانين والفنانات».

بدأ "عبد" يشق طريقه نحو سلم الإبداع ويثير انتباه الوسط الفني فسارعت مجلة "فنون" مجلة الإذاعة والتلفزيون إلى إعداد لقاء معه... وفي عام (1993) فاز بجائزة مهرجان المحبة والسلام. وكان خيمة مفتوحة لأبناء الجزيرة يحتضنهم دون استثناء ويساعدهم ويسهل أمورهم في العاصمة، بقي "عبد" مشروع حب وعطاء حتى استبد به مرض داخلي عضال فأدخل المشفى وأجريت له عملية جراحية غير ناجحة فبقي فيها طريح الفراش لمدة أكثر من ثلاثة أشهر، عاده خلالها الكثير من أحبائه وأصدقائه والفنانين. وفي زيارة له قال الفنان: "سعيد يوسف" أمير العزف على البزق: «تعرف يا "عبد" لو قدر لي أن أشفيك من هذا المرض فأنني أقدم جميع أبنائي فداءً لك» ... هي الحياة هكذا تتسع أمام ضيقي الأفق فتعطيهم أكثر مما يستحقون وتضيق أمام من لا حدود لأفقه لتأخذ منه راحة نفسه ثم تأخذ روحه.

ويختم "جمعة" حديثه عن "عبد": «وحسب علاقتي الشخصية بالراحل "عبد" لو قيض له أن يعيش عمره كاملاً لكان اليوم من كبار

الفنانين التشكيلين الذين عرفتهم سورية، وكان
له رأي ومذهب في التشكيل الفني وبالخط العربي ولو أعطاه الموت فرصة لربما أبدع جنسا جديدا في ميدان الفن التشكيلي فكان موته خسارة للفن, والجمال, والإبداع». شجرة ملونة سقطت قبل أن تنضج ثمارها السحرية، وأي سحر أجمل من لوحة توحد العالم بنظره. وتكريما له دفن الفنان "عبد" في مقابر الشهداء بمدينة "عاموده" علماً أنه من مواليد "الدرباسية" (1953) في محافظة الحسكة.

22‏/02‏/2010

الكابتن أبو جودت في باب الحارة الشامية - الكابتن قاسم في قرى الدرباسية


سيامند إبراهيم

ما هي مقاييس العمل الفني الناجح؟ و كيف نستطيع أن نقيم بأن هذا العمل الدرامي ناجح أم فاشل؟ وما الذي جعلنا طوال شهر كامل متسمرين أمام التلفاز نترقب مجريات هذا المسلسل أو ذاك، لكن الملفت أن مسلسل باب الحارة كان هو الأكثر مشاهدة في العالم العربي، فبالإضافة إلى الدعاية ضخمة التي جرت له، ورصد له ميزانية كبيرة، لكن الواقع أن هذا المسلسل كان ناجحاً بكل المقاييس وخاصة في الأجزاء الأولى والثانية والثالث منه، وفي الجزء الرابع لم نرى شيئاً شد انتباهنا إلى بظهور الفنان (فايز قزق بدور مأمون بك) وظهور الموهبة القوية مصطفى الخاني- النمس)، وإن المتابع للجزء الرابع يلحظ منذ البداية ثمة الكثير من السلبيات في هذا العمل الدرامي، فغابت عن المسلسل قضايا هي أهم من قضايا بدر وزوجته المتسلطة، فلم نجد في المسلسل مثلاً حلقات الكتاتيب، ولم نجد إلاً بضعة أطفال محبوسين في بيوتهم، وأين دور الصحافة التي كانت لها الدور الكبير في مظاهرات الشعب السوري ضد الفرنسيين، ورغم الرقابة الفرنسية، وإغلاق الصحف الوطنية فقد سجن العشرات من الصحافيين السوريين في دمشق، ولم نشاهد أن واحداً منهم ذكر فيما يجري من أحداث في مركز المدينة، أو غيرها من الحوادث، وكثر في المسلسل نساء مثرثرات وحركة زائدة لهم، والمبالغة في وطنية أم جوزيف! وإقحامها في المسلسل لغايات أخرى لا نعرف السبب وراء ذلك! فالحاجة فاطمة من حي الأكراد كانت تشجع ابنها الثائر (احمد بارافي) الذي قتل ضابط كبير وجرح أثنين من الفرنسيين، وهو الذي رفع العلم السوري فوق البرلمان عندما جلت قوات الاحتلال الفرنسي من سوريا، وكانت هذه المرأة الكردية تمد ابنها بالذخيرة وتحثه على الصمود، حتى فر من الحي إلى خارجه.
والمشاهد لمسلسل باب الحارة وبالأخص للذي ركز على التمعن في شخصية أبو جودت رئيس المخفر في حارة الضبع، والتي هي بالأصل حارة كردية تقع بين الصالحية وحي الأكراد في دمشق، وشخصية أبو جودت الذي أدى دوره بحرفية عالية الفنان (زهير رمضان) راسماً صورة حية ومعبرة عن الرجل القمعي الظالم، الباحث دوماً عن مصالحه الشخصية بشتى الطرق، والغاية تبرر الوسيلة والبحث الدائم عن دسائس توقع الرعب في قلوب عناصره وهذا ما فعله بدقة متناهية الفنان (زهير رمضان أبو جودت) في مخفر باب الحارة الذي بث الرعب أيضاً في قلوب أهل الحي، وما تلقاه من رشاوى من وجهاء الحي، وأفعال هذه الشخصية، وهنا أتذكر الشاعر الراحل رياض الصالح حسين حيث يقول في ديوانه وعل في الغابة:
وبعد قليل سوف يأتي الشرطي
ويسألانه عن القبلة والقنبلة
وصورة ضابط الشرطة هذا في باب الحارة تتشابه بلحمها ودمها مع صورة الكابتن قاسم في الدرباسية أيام الاحتلال الفرنسي لسوريا، وللذين لايعرفون الكابتن قاسم فهو ضابط من بصرى الشام في حوران، ويعمل مع الفرنسيين شأنه شأن جميع الذين تعاونوا مع الفرنسيين وكمثل أهل حي الشريبشات على الاستقبال الحافل الذي قاموا به بفك حصان عربة غورو ووضعه جانباً، ووضعوا أنفسهم مكان الحصان، وجروا عربة الجنرال (غورو) من الربوة حتى دمشق والعراضات الشامية على قدم وساق تهتف لغورو ولفرنسا الحرة.
وكبار السن من أهل الدرباسية يذكرون الكابتن قاسم البصراوي الذي كان يجوب القرى الكردية في الدرباسية، ويأخذ السمن والجبن واللبن والأرزاق من أهل القرى عنوة، وتحت التهديد بالسجن وإلصاق أرخص التهم بهم، ويروى أنه كان يسير في سوق الدرباسية، ويضرب ميزان بائع الخضرة هذا، ويرفس ذاك الرجل البسيط الذي يبيع اللبن أو الخضار، وهو لا يعرف السكينة ليلاً نهاراً، كما قال الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم:
دورية البوليس لا تنام
ما فتئت تبحر في مستنقع الظلام
تجوس كل قرية.. تطرق كل باب
وتنكت العتمة في الأزقة السوداء
وهذا ما كان يفعله هذا الكابتن اللعين بالضبط فقد كان يدخل دور الذين يوالون فرنسا أيضاً ويأخذ راحته وكأنه في بيته، لكن المشين في سيرة هذا الحوراني العميل أنه في دورياته يجبر بعض الرجال الشرفاء على ارتكاب الموبقات مع الأنعام لكي يشبع غريزته في فن الإذلال والتعذيب النفسي للبشر؟! ويروى عنه أشياء نخجل من كتابتها واستذكار أبناء قرى الدرباسية من أفعاله الكريهة والتي يندى لها جبين الإنسانية. (1)
ولابد هنا من القول إن أبو جودت كان راقياً ومحترماً وأرحم من الكابتن قاسم الحوراني الذي اخترق المجتمع الجزراوي آنذاك، لكن الواقع الحالي لا يختلف عن ذاك العهد، فقد قدّم أبو جودت صورة بانورامية عن رجل الشرطة التاريخي من حيث العنجهية، والفساد، والشك في كل الناس، والانتهازي، مع قليل من الكوميديا والسذاجة، وأخيراً لابد من ملاحظة أن مجريات مخفر باب الحارة هي صورة بانورامية للفساد المستشري في الأنظمة الشمولية، وهي نسخة طبق الأصل ولا فرق يذكر بين المخفرين الفرنسي والعربي حاضراً، والصورة واحدة لا تنفصل عراها عن الأخرى.
ولابد من القول بأن مسلسل باب الحارة مفصل بحرفية بحيث لا يستطيع أي رقيب أن يجد ثغرات في النقد السياسي ليحذف بعض المشاهد، وثمة حوادث جرت في حارات دمشق هي أرقى من هذه المبالغة في شهامة هذا العقيد، أو ذاك الوجيه الذي التف حوله البسطاء من الناس؟

(1) – أحاديث لشخصيات كبيرة الدرباسية في السن لازالت على قيد الحياة.

siyamendbrahim@gmail.com

21‏/02‏/2010

كاتبة وصحافية و شاعرة من الدرباسية : دلشا يوسف






سيرة ذاتية


الصحافية و الكاتبة الكردية: دلشا يوسف

مواليد(1968) في ناحية الدرباسية التابعة لمدينة القاشلي- سوريا

حازت على شهادة المعهد الزراعي بمدينة الحسكة 1988

عملت كمتطوعة في صفوف الثورة الكردستانية لمدة اربعة عشر عاما

تعيش الان في جنوب كردستان في مدينة السليمانية .

أمتهنت الصحافة حيث عملت كرئيسة التحرير لمجلة سوركل الناطقة بإسم الأكراد في بيروت باللغة العربية2001-2002

رئيسة تحرير جريدة ( زياني نو- الحياة الجديدة)الخاصة بالنساء باللغة الكردية في مدينة السليمانيةعام 1997-1998



\عملت مديرة للمركز الثقافي الكردي ( مزوبوتاميا) و رئيسة لتحرير مجلة (ميديا) – سليماني 1993

عملت كمراسلة لوكالة أنباء (مزوبوتاميا) في بغداد بعد سقوط النظام2003

نشرت مجموعة شعرية بعنوان ( أجراس اللقاء) باللغة الكردية في سوريا و لبنان في عام2002

ألفت قصة حياة مناضلة كردية ثورية بعنوان ( رياضيات ابداع الذات) باللغة الكردية جاهزة للطبع.

مرشّحة لعضوية اتحاد الصحافيين الأكراد في جنوب كردستان

PEN-KURDعضوة في جمعية القلم الكردي و العالمي

ناشطة في شؤون المرأة و تنشر لي مقالات متعددة بهذا الصدد في جرائد و مجلات باللغتين الكردية و العربية

تعمل الان مترجمة في مكتب الاعلام المركزي في السليمانية

(NPAمن منظمة الإغاثة الوطنية النرويجية حائزة على شهادة مدرّب( الجندر- النوع الإجتماعي

شاركت في مهرجانات و مؤتمرات ثقافية و أدبية و إجتماعية عديدة.

نشرت العديد من المقالات والمقالات المترجمة عن التركية في الصحافة الكردية و العربية

يمكنكم زيارة موقع دلشا يوسف على هذا الرابط

www.dilsha.jeeran.com

أنواع «الكردو» السوري




لقمان ديركي

ينقسم الكردو في سورية إلى ثلاثة أقسام:
كردو الجزراوي: وهو الكردو الذي يأتينا من منطقة الجزيرة، وأشهر مدن الكردو هناك الدرباسية، لأنها مدينتي شخصياً، ولأنها مسقط رأس جميع الأمناء العامين للأحزاب الكردو سورية، وقد حيكت الأساطير حول هذه النقطة بالذات، فقالوا إن أهالي عامودا أسسوا حزباً جديداً نكاية بالدرباسيين، ثم اختلفوا حول هوية الأمين العام لشدة تكاثر الشعراء والمثقفين عندهم، فاضطروا درءاً للخلاف إلى استيراد أمين عام من الدرباسية، ويأتي الكردو العامودي مباشرة بعد كردو الدرباسي، وتشتهر عامودا بكثرة الشعراء، ويقولون إن سبب ذلك هو أن أبناء الصف العاشر في الشعبة الثانية كانوا يحبون ابنة صفهم التي نقلوها إلى الشعبة الأولى، فكتب الطلاب القصائد الحزينة عن فراقها، وأصبحوا شعراء. وقبل موجة الطلاب برز العديد من الشعراء وأشهرهم سليم بركات وآل الحسيني من محمد عفيف ومحمد نور إلى جميل داري وعبد المقصد الحسيني، وهو شاعر سوريالي نسبة إلى سورية وليس إلى السوريالية، وتأتي ديريك التي سموها بالمالكية درءاً للمخاطر القومية، وهكذا تحول اسمي أوتوماتيكياً من لقمان ديركي إلى لقمان المالكي على الرغم من أنني لست من أحفاد أنس بن مالك، بل من أحفاد أنس بن ديريك، وتشتهر ديريك بعين ديوار ونهر دجلة وشعرائها الذين يكتبون بالكردية، وبالكوجر والآشيتيين الذين يحبون الحلاوة، وهناك حكاية تقول إن الحكومة فتحت في ديريك معملاً للحلاوة، فكان الكوجر والآشيتيون يذهبون إلى المعمل أفواجاً أفواجاً ويشترون الحلاوة بالأطنان، حتى أن أحدهم صرّح لقناة الجزيرة الجزراوية وليس القطرية قائلاً بفم مليء بالحلاوة: والله هذا المعمل أحسن من الحكم الذاتي، وهناك الحسكة، وهي مركز المحافظة رسمياً فقط، حيث يتكاثر الكردو الشغيل الذي يحب تعلم المهن والحرف، بينما يتواصل كردو من سري كانييه أو رأس العين مع كردو ما فوق الخط في تركيا الشقيقة، وخاصة في الأعياد عندما يأتي كافة أنواع الكردو الجزراوي إلى رأس العين للقاء أقربائهم من الكردو من تركيا على المعبر الحدودي في يوم اللقاء أو الكورشما في الأعياد، ويشتهر الكردو السريكاني بالشاعر العظيم يوسف برازي والفنانين محمود عزيز ومحمد علي شاكر ومحمد أمين كيكي، أما العاصمة القامشلي فهي مركز للنخبة من آل كردو ومصدر أساسي للمطربين، ومن أشهرهم مروانكه ولايي رمو وصلاحو الذي هاجر إلى ألمانيا بعد أن تكاثر المطربون وتضاءلت الأعراس تاركاً المدينة لأبناء رمو، وعلى رأسهم عبد القادر سليمان وشقيقه مسعودو.


كردو الكرداغي: وهو كردو المنحدر من جبل الأكراد أي عفرين وما حولها، ويشتهرون بالكريف أو عازفي الطبل والزرنة، وهذا مايهدد تواجد المطربين بسبب إحترام كردو الكرداغي القديم للكريف أكثر من المطربين الذين يحبهم كردو الكرداغي الحديث، كما أن كردو الكرداغي يحب الكبة النية والأكلات النباتية أكثر من اللحوم التي يحبها باقي سلالة الكردو في سورية، ويتفنن بصنع المازوات وخاصة مشتقات الزيتون، وهم يحبون ابراهيم تاتليسيس وعزت وعلي تجو وجميل هورو ويدلعون أحمد فيقولون له «إيحو».

كردو الكوباني: وهو كردو يعيش بين المسافتين في مدينة كوباني التي سموها عين العرب لتعميق أواصر الصداقة بين كردو وعربو الذي لم يقطن في هذه المدينة رغم أن اللحم بعجين فيها ممتاز وخاصة مع الجاجيك، وكذلك الكباب بالباذنجان والكباب الحلبي، حتى أن كردو الجزراوي لايصدق أن الباص توقف في استراحات كوباني حتى يتراكض لطلب الكباب واللحم بالعجين، كما يشتهر كردو الكوباني بالصيادلة والأطباء مثل باقي الكردو، وبالإضافة لذلك يشتهر كردو الكوباني بالتخصص بحفر الآبار، وقد تجد حفاري آبار في المغرب من كوباني، ويحب كردو الكوباني أغاني محمود عزيز وقصائد يوسف برازي من رأس العين، ويفتخر بتحفته الفنية عازف العود الرهيب والمغني العجيب رشيد صوفي.

ويبقى هناك كردو الشامي أو كما يسمي نفسه «كرمانجيه شاميه»، وهم يستوطنون حي الأكراد في جبل قاسيون وزورآفا قرب مشروع دمر، ومنهم عادة كردو التاجر وكردو السياسي الموديرن، أما كردو الحلبي فهو نسخة عن الكردو الكرداغي معدل بعد التمازج مع كردو الجزراوي الذي سكن في حلب، وهو يقطن في الأشرفية والسريان وجبل سيدة وشيخ مقصود، ويبقى كردو الجبلي قرب الساحل وأشهر قراه سلمى ودورين، كما أن هناك كردو الجبلي الآخر قرب إدلب، ويشتهر هذا الكردو بابراهيم هنانو راكب على حصانو، وأوغربن وسرجافا وإلى اللقاء.





* لقمان ديركي

20‏/02‏/2010

عيد الحب في درباسية

بقلم : أسد محمد

تمكن قوات الأمن الداخلي في يوم عيد الحب من القبض على (أ – هـ)رجل يناهز الستين من العمر لأنه قام بتقبيل طفلة تبلغ من العمر ثمان سنوات في إحدى مدارس الدرباسية في محافظة الحسكة حيث يقوم هو بالتطفل على مهنة التعليم و يقوم بإعطاء الدروس الخاصة في البيوت لأنه لا يملك سوى شهادة التعليم الثانوي وقلم يتغزل به بمفاتن النساء وكنتيجة لأشعاره السوقية أردى بنفسه إلى الهاوية و تجرد من الحس الإنساني بعد أن أمتلكت نفسه الصفة الحيوانية ونسي ّ بأنه أب لفتيات بعمر الورود وبأنه سابقاً محروم من الحقوق المدنية و العسكرية .

وكان والد الطفلة قد أخبر الشرطة بما قد حصل مع الطفلة التي أوشت لأهلها بما تطرق إليه هذا الخسيس من أفعال لجذب الطفلة إليه من تقديم هدايا و ما غير ذلك لكي يصل إلى فريسته التي تحولت إلى سم قاتل حينما أعلمت أهلها بذلك وتم تحويله إلى الأمن الجنائي بمحافظة الحسكة ليقدم فيما بعد للمحاكمة .

والجدير بالذكر بأن قبله في السنة الماضية تطرق أحد المعلمين إلى نفس الأسلوب في مدرسة أخرى من مدارس الدرباسية و لكن في القضاء تبين بأن قبلاته كان بدافع الأبوة فتصور يا رعاك الله . و يبدو بأن هذا الأمر شائع بين مدرسي اللغة العربية و معلميها لأنهم يتأثرون بما يقرؤونه من الأشعار الغزلية (عنترة و عبلة و جميل –بثينة )فيتمرنون على ذلك و بالمحصلة هي فضية تعليمية من العيار الثقيل.

*السادة رؤساء كل من البلديات (الخاص – البهيرة – تل البيدر)في محافظة الحسكة*

بقلم : أسد محمد

عندما تم اختياركم من قبل الجهات المعنية لا بالانتخابات جئتم كان المواطنين يتأملون أن يحصلوا
على بريق من الأمل بتحسين حالتهم وتوفير فرص عمل لهم بإحداث مشاريع في قراهم التي تحولت إلى بلدات و لكن أعمالكم هي على عكس ذلك توفر لهم فرص الموت بشكل أسرع من خلال المنصفات التي تقيمونها على الطرقات بدون جدوى و كل عمل لابد أن يعرف الجدوى منه قبل البدء فيه فما هي فائدة هذه المنصفات سوى أنها تعد سبباً أخر من أسباب الحوادث على الطرقات التي بلكاد مزفت بأسوأ الأنواع من الإسفلت بالإضافة للتنفيذ السيئ الذي لا يكاد أن ينتهي العمال منه حتى تعود الحليمة لعادتها القديمة بوجود الحفر و المطبات التي توجد بدون إرادة المتعهدين و لأن المهندس المشرف يكون قد حصل مع رئيس البلدية على حصته فلا يتدخل في الأمر –
إن هكذا أعمال تحتاج يا سادة إلى السرعة في اتخاذ إجراءات التنفيذ من وضع إشارات المرورية اللازمة التي تنبه المواطن ( السائق ) إلى وجود أعمال الترميم (التخريب) على الطرقات لا أن تكون وفاة السائق دليلاً على و جود منصفاتكم و قد رينا بأنه كيف دخل أحد المواطنين في المنصف الموجود على طريق عامودا – درباسية عند بلدية البهيرة و كذلك في بلدية الخاص طريق درباسية - الحسكة إذ لا توجد إشارة قبل المنصف بل أن الإشارة ملتصقة بالمنصف وهذا بدوره لا يفيد في القضية بشيء لان ما يحصل يكون قد حصل كما تم مع صاحب السيارة الذي كان قادماً من الحسكة إذ دخل في المنصف و تطاير البرميل الموجود كإشارة لعشرات الأمتار والله ستره من الموت فماذا تريدون من المواطنين و العتب يأتي مما يلي :

1- ما فائدة منصف في طريق ضيق : فإذا كنتم ترون المنصفات في المدن الكبيرة فهي تصل حتى نهاية الطريق لا تكون لبعض الأمتار كما هي لديكم

2- أما الفائدة حسب علمنا هي أنه في اليوم تطرحون مشروع و تقاسمون المهندسين و المتنفذين التركة ثم بعد شهور تقومون بإزالتها و بالتالي في الحركة بركة .فإلى أين أنتم سائرون في ضرر المواطن و الوطن الله ينتقم منكم في أنفسكم و أولادكم مادام غاياتكم من وراء ذلك هو المادة و المادة فقط .

أبو عبدو

19‏/02‏/2010

فنان من الدرباسية : المنولوجست محمد أمين كيكي




الفنان المنولوجست محمد أمين كيكي

تقديم عيسى وموسى كيكي - س ه ري كانية

توفي الفنان المنولوجست محمد أمين كيكي يوم 24/2/2003 في مدينة س ه ري كانية (رأس العين).
والمرحوم من مواليد مدينة الدرباسية 1949و شب فيها حتى عام 1972 حيث انتقل إلى مدينة القامشلي وذلك لممارسة عمله الفني ووجود فعاليات فنية واسعة في المدينة, وفي عام 1980 استقر في مدينة س ه ري كانية.
ويعتبر الفنان الراحل من الأوائل الذين ادخلوا إلى الفن الكردي الحديث "المنولوج" (الغناء الناقد الاجتماعي), وبدأ مسيرته الفنية عام 1968 وذلك بالتمثيل على مستوى محافظة الحسكة مع مجموعة من الفنانين, ونذكر منهم الفنان محمود عزيز ومحمد علي شاكر.. وقدموا مجموعة مسرحيات ناقدة اللتي نالت على اعجاب الجمهور. وكانت تقدم هذه المسرحيات في سينما س ه ري كانية و الدرباسية.
وقد اجتمع الفانين محمدعلي شاكر ومحمود عزيز ومحمد أمين كيكي وشكلوا نواة فرقة موسيقية واختار المرحوم فن المنولوج وكان بارعاً في الأداء, وقدموا عروضاً في مدن وبلدات المحافظة. وفي عام 1969 اصطحب معه الفنان محمود عزيز إلى مدينة بغداد حيث قدموا مجموعة كبيرة من الحفلات مع مجموعة من الفنانين الكرد هناك مثل محمد عارف جزراوي, عيسى برواري, تحسين طه, محمد طيب طاهر والفنانة كول بهار ومجموعة أخرى..
وفي نفس العام تقدم الفنانين محمد أمين ومحمود عزيز إلى اذاعة بغداد –القسم الكردي– و نجح الفنانين في تجاوز الاختبار الذي أجراه الاذاعة على مستوى الكلمة واللحن والاداء, واجروا معهم مقابلة بثت على الهواء مباشرة. وقامت الاذاعة بتسجيل ثلاث اغنيات للفنان الراحل محمد أمين كيكي وهي:

- Law şivanê Berxika, كلمات والحان محمد علي شاكر
- ew jî jin e, كلمات والحان الفنان سعيد يوسف
- eyşo xano, كلمات شاعر عراقي والحان محمود عزيز

وقد بثت الاغاني الثلاث في الاذاعة المذكورة وقد نالت على أعجاب المستمعين وقدمت لهم عروض عديدة لاقامة حفلات, وفعلاً تم اقامة حفلات في معظم المحافظات العراقية, حفلات عامة و حفلات خاصة تكريماً للفنان الراحل.
وبعد عودته إلى سوريا قام باحياء العديد من الحفلات الشعبية في معظم المحافظات, ومنها دمشق وحلب والحسكة حتى غاية عام 1971 حيث توجه إلى لبنان مصطحباً معه الفنان محمود عزيز وأقاموا حفلات في بيروت على مسرح صالة الحمراء بالاضافة إلى مجموعة حفلات شعبية للجالية الكردية في لبنان.
وبطلب من جمعية صلاح الدين الخيرية في الاردن أقاموا حفلات في الاردن أيضاً, وقد حضر الحفل شخصيات بارزة في الاردن ومنهم أمين بروسك. وعلى أثر ذلك قامت الاذاعة الاردنية باجراء مقابلة وحوار مع الفنانين محمد أمين ومحمود عزيز.
وفي عام 1976 أقام حفلات شعبية في تركيا وخلال عامي 76/78 أقام العديد من الحفلات وبشكل مركز في محافظة الحسكة وبمشاركة العديد من الفنانين الكرد في سوريا, ونذكر منهم الفنان محمود عزيز والفنان سعيد يوسف ونذير محمد..
وقام مرة أخرى بزيارة فنية إلى العراق في عام 1978 وحصراً إذاعة بغداد حيث تم تسجيل عدة أغان أخرى نذكر منها:

- xeswê xelkê tevde hene, كلمات محمد أمين كيكي والحان محمود عزيز
- salar rûnê, كلمات محمد أمين كيكي والحان محمود عزيز
- ez hiliyam tişt di mind de nema, كلمات محمد أمين والحان محمود عزيز
- çima ev paye, كلمات محمد أمين كيكي والحان محمود عزيز

وقد بثت الاذاعة هذه الاغاني جميعاً.

واستمروا باقامة الحفلات في مدن وبلدات العراق ونالت الاعجاب والاستحسان وقامت بعض المجلات والصحف العربية والكردية باجراء مقابلات مع المرحوم.
واستمر في عمله الفني في سوريا حتى عام 1980 حيث استقر في مدينة س ه ري كانية ونتيجة للظروف المعاشية (الأقتصادية) انقطع عن الفن حتى عام 1983, حيث عاد مع مجموعة من الفنانين بمزاولة العمل الفني ونذكر منهم الأستاذ محمد علي شاكر والفنان محمود عزيز والفنان الراحل سعيد كيكي. وتم تسجيل شريط فيديو بمبادرة من السيد عبدالقادر قطوان في أجواء مدينة س ه ري كانية. وبعد ذلك أقتصر عمله الفني في تقديم العروض في المناسبات ومنها اعياد نوروز حتى عام ,1988 حيث انقطع عن مزاولة الفن وذلك نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب والوضع الصحي.
وقد قام في الفترة الاخيرة بتحضير عدة أغاني حديثة لكن المنية أدركته قبل تحقيق حلمه.
ونذكر أيضاً من أغانيه:

- Zinge-zinga zengilê min
- Kerwanê me Kurdan
- Kurdistan yan neman
- Felek çi ye gazî dikin em li wê


للاتصال بعائلة الفنان الراحل:
814603, 811618

المصدر amude.net

سيامند إبراهيم : حد الشمس في وطني





سيامند إبراهيم

رفيقي
حد نسلةٍ قاطعة حدود الاشتهاء
و ريشة قلم يحرث في ذاكرة الزمن
يبحث عن ومضة تشعل دروب الصبابة
بين أرز لبنان , وشهية فتوة قامشلو
قلم يختال, يسطر أبجدية العشق الأولى
على ظهر سفينة نوح التي اختبأت ثنايا الجودي
صفحة زمان تقهقه بشبق آلام وآثام لدغات ثعبان
يتعرى في هذه القرون التي ماست على تلال الاشتهاء
يا رفيقي لا توارب, ولا تخف
فكم في ملكوت هذه السماء نجوم تبعث إشارات
الدم الراعف من أنف هذه المدينة
كم ستميت في ذرى جبل من جنون امتداد الأفق
المتهدل بكروش هذا الزمن الأبله
سوى رجل ينوء تحت حمل هذا الجوز
الذين يكسرون أحلام هذه المدينة
بألف خيبة وخيبة
صديقي
كم كنا نطير فرحين ونحن نمسك بقبضة
ذاك النرجس المتلألئ في
وكنا نخطو و نشرب من ضوء عيون (كبزي كيكان)
نغمات وصداح العشق الذي صدح به احمدي فرماني كيكي
الذي أطرب خد التفاح
نحو شط الانتشاء ,
ولعل النشيد في عيون هذه المدينة
وأسجل كلمات عشقي في دفاتر التألق الأولي
فلا تتوارى عن أضلاع الزمن الرخم
لأجلك أيها القمر سأرسم بقلم صديقي شموع الفرح
وحدك كنت تبحث عن صفحات الجواهر في بطن التل
كنت تبحث عن الحقيقة في شراع الأيام الجديدة
فيشرق بحجم الجرح ،
أناشيده تلامس رموش القمر الحالم
بوطن بلون البنفسج مشرئباً
بغسيل الأيام في دن الطهارة
ومن الذي سكب أقداح العشق في فم هذا الزمان المر
وأسأل عن سر هذا التلاقح المر
على هودج الآمال
يفرح الطين للنسر المتألق في عنان السماء
يا صحابة الجلالة
يا ألق الشموس في تلمع على أديم يسكن كل الجهات
ويقترن بالشمال اليتيم
تكالب على الشمال
رياح السموم تنهش من الشمال
من أخدود الألم فرش حريراً وتبراً ووشاح ملكياً
لرعاع البداوة الأولى
لخيلاء الليل والليل ولرياض باكية
ولمراكب فتحت عيونها في نوء الارتفاع والمهالك
فاعرف أنني لا أخاف تبعات شهيق النوء المجنون
ومن يمخر عباب هذه الدنيا ويشرب أقداح ماء النرجس
لا يخشى من ماشطات ضفاف الألمي
وأنا ما حييت سأبقى هنا أنثر الوجود في مراتع وطني
قصيدة حب, ونسمة ريح الشمال, ولفة عاشق (للدرباسية),
ولقلبي في (جولبسان)

siyamendbrahim@gmail.com

15‏/02‏/2010

تعزية ومواساة






ببالغ الحزن و الأسى تلقينا نبأ وفاة الشخصية الوطنية السيد أحمد برو ( أبو سالار )عضو المكتب السياسي للبارتي الديمقراطي الكوردي - سوريا
رحل مبكراً عن عمر ناهز الثانية والخمسين عاماً.
بإسم موقع الدرباسية نتقدم بأحر التعازي لحزب البارتي الديمقراطي ولذوي المرحوم وأفراد عائلته ،راجين من الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته،ويلهم ذويه وأفراد أسرته الصبر والسلوان

حيث يتقبل التعازي في داره بقرية ( مشوالا ) بريف الدرباسية

وعلى البريد الالكتروني التالي: elparti57@gmail.com

أسرة الموقع

تعزية ومواساة




"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"
أنتقل إلى رحمة الله تعالى،يوم البارحة في مدينة الدرباسية كلاً من: السيد قاسم أبو محمد ( الحبزبني)، والسيدة حزاري .
بإسم موقع الدرباسية نتقدم بأحر التعازي لذويهم، ويتغمدهم الله بواسع رحمته.
إنا لله وأن إليه راجعون

معالم من الدرباسية




الدرباسية هي القسم السوري من مدينة بنفس الاسم في تركية انقسمت الى شطرين إثر وضع سكة قطار الشرق السريع .

ومن أوائل العائلات التي سكنت الدرباسية و التي كانت عبارة عن مقر عسكري للفرنسيين هي عائلة السيد ( أنطوان قره زيوان) في عام 1932 م .
واسم الدرباسية مشتق حسب بعض الآراء من اسم عشيرة من قبيلة الخلجان الكردية تسمى " درباس" . وتخطيطها فرنسي إداريا. بينما يقول البعض ان اسم المدينة مركب من الكلمتين "درب آسيا".
وقد أنحدر المسيحيون من مدينة ماردين المشهورة في تركيا و القريبة من الحدود السورية بعد المذبحة السيئة الصيت في تركيا عام 1915 ( القصوران- المنصوراتية- الأرمن) إلى منطقة الدرباسية وتمركزوا بداية في قرية تل أيلول قرية الكوسكا ( العم كيا) ومن ثم توزعوا إلى السيكر و بعض القرى المجاورة لها ومنها الدرباسية أنذاك والتي كان قد سبقهم اليها انطوان قره زيوان.


المعالم المهمة في الدرباسية:

مدرسة أرمنية باسم مدرسة التقدم.
مدرسة الأرثودوكس باسم باطرية.
كنيسة الأرثودوكس هي أقدم كنيسة في الدرباسية
بالاضافة الى كنيسة للكاثوليك والبروتستانت
وجامع وحيد هو الجامع الكبير (خالد بن الوليد).
وسينما ( سلوى) و سينما ( شريف مجدو- شكري مرجي). غيرموجودة الأن


أهم العائلات المعروفة:

بحدي عيسى
حنا فارس
يامين
مجيد سلاخي ( مختار البلدة في الخمسينات).
حسي مشكيني.
جميل باشا
ملا أمين قردو


الشخصيات المعروفة:

فرحان العيسى
حاج درويش
شيخ محمد عيسى
أكرم بك
رشيدي كرد
ملا عبد الهادي
• ترشح من الدرباسية للبرلمان السوري في الاربعينيات كل من:
حميدآغا - قدري جميل باشا.
في عام 1954 نجح فؤاد قدري جميل باشا في الوصول الى البرلمان وبقي فيه كنائب حتى قيام الوحدة بين مصر و سوريا.
بلغ عدد المواطنيين التابعين لنفوس الدرباسية في عام 2005 (55) ألف نسمة..

اول صورة لما يشاع انه ظهور للسيدة العذراء في مدينة الدرباسية





أنباء عن ظهور لصورة السيدة العذراء في مدينة الدرباسية شمال الحسكة 80 كم على الحدود التركية. وفي التفاصيل أن صديقاً لعائلة من آل خطاب حل ضيفاً عليها في مدينة الدرباسية وبقي للمبيت، ويدعي الضيف بأن السيدة العذراء نهرته لمرتين ليستيقظ لأنه نام فوق صورتها، وقتها لم يستطع الضيف النوم وبقي للصباح الباكر ليخبر مضيفه بالأمر وبعد البحث لم تظهر صورة العذراء ولكن بعد فتح الباب وإضاءة أرضية الغرفة بضوء النهار، ظهرت صورة للسيدة العذراء وهي حاملة لطفل يعتقد بأنه للسيد المسيح عليه السلام. وفور خروج الضيف من المنزل انتشر الخبر كالنار في الهشيم في أرجاء مدن وريف الدرباسية بل والجزيرة كلها ليتحول هذا البيت محجاً ومزاراً للألاف من الزوار، وقد تم وضع حاجز بلوري على مكان ظهور الصورة ليراه الزائرين لهذا المكان المقدس بحسب مايدعيه زواره

المصدر awsatnews.net

14‏/02‏/2010

من طرائف العم أحمد سلامو


كان العم أحمد سلامو إنساناً عاملاً ويعمل عطاراً أيضاً،حيث أصبح قلب مدينة الدرباسية.
على الرغم من كبر سنه،كان قلبه مفعماً بالشبوبية،ومهووساً بالنساء وخاصة الحسناوات منهن.
لشدة فقره المدقع، كان يضع صرة البضائع على حماره، ويجول بها مرةً تلو الأخرى في قرى مدينة الدرباسية،يسعى لتأمين لقمة العيش لأفراد عائلته.
ناهيك عن التجوال في شوارع المدينة الصغيرة مع دعاباته المتنوعة من قصص وروايات العامة والمأخوذة من هنا وهناك،وطبعاً لن يخلو الأمر من القصص والطرائف والمصادفات التي كانت تحدث معه شخصياً أثناء التجوال،حيث يرويها للمارة وللناس الملتمين على صرة البضائع بإسلوبه الكوميدي والفكاهي.
ومن بين تلك الطرائف:أنه ذات يوم وفي شارع من شوارع الدرباسية،وبينما هو يتكلم مع جماعةٍ كان قد صادفهم في الطريق،يرى من أمام عينيه ،إمرأة حسناء وجميلة.
في هذه اللحظة،لم يعد يعرف ماذا سيفعل،وطبعاً كعادته لن يقوى على تمالك نفسه،ولا على قلبه الناعم.
راح يسأل الإمرأة ويقول لها: ألست أنت زوجة أحمد سلامو؟
ومن محاسن الصدف أن المرأة كانت تعرف بأن هذا الشخص هو نفسه السيد أحمد سلامو.
فبصقت المرأة في وجهه وقالت،أتجعلني زوجةً لك يا أحمد سلامو.
فبدأ الناس يضحكون ممن كانوا حوله.

الطرفة الثانية

ذات يوم، قام بحمل صرته، ليضعها على ظهر حماره ويبدأ بالتجوال،ولكن هذه المرة باتجاه القرى الموجودة في ضواحي مدينة الدرباسية.
لم يكن باستطاعته الإبتعاد عن محيط النساء، وخاصة إذا صادف أحدهم في الطريق،أو أثناء جولاته،أو عندما كانوا يلتمون على بضاعته،حيث كان لابد أن يبتدع من طرفة.
في إحدى جولاته إلى قرية ما،وحينما كان على وشك الدخول إلى القرية،صادفت عيناه من بعيدإمرأةً تضرم النار في التنور،فبدأ يمشي نحو التنور حيث الإمرأة هناك.
قبل وصوله بدأ قائلاً:كيف يمكنني أن أأخذ قبلة من هذه الإمرأة الحسناء الجميلة.
فقال أحدٌ ممن كانوا معه،هل خرفت يارجل،أتريد أن تفضح نفسك ولا ترجع إلى بيتك حياً.

هنا حلف أحمد سلامو بطلاقه قائلاً:أنا أستطيع أن أأخذ قبلة من هذه المرأة،فبدأ ممن كانوا معه بالضحك.
العم أحمد سلامو يتجه نحو التنور منادياً: يا أختاه،هل لكِ أن تعطيني بعضاً من الخبز، إننا قد أتينا من الدرباسية و قد أنهكنا الجوع ،وقطعنا هذه المسافة سيراً على الأقدام.
أعطته صاحبة التنور رغيفاً من الخبز، وفي هذه اللحظة وبينما هو يريد أن يأخذ الرغيف من يد الإمرأة ومن دون إرادته ضرط العم أحمد ،مخرجاً صوتاً عالياً وكأنه ضربة مدفع.
وجراء هذه الواقعة بدأت الإمرأة بالضحك دون توقف وكأنها أصبحت خرساء من شدة الضحك.
أثناء ذلك ماذا فعل العم أحمد؟
قال لها:أختاه، داخلٌ عليك لا تقولي لأحدٍ، وهي تظل تضحك وتقول لا لا لن أقول لأحد.
هنا لم نرى إلا والعم أحمد يقبّل تلك الإمرأة ويقول لها،أختاه أتوسل إليك وها أنا قد قبّلتك،لا تخبري أحداً بهذا.
وهي تظل تضحك وتقول،والله لن أخبر أحداً.
وبهذا عاد العم أحمد وممن كانوا معه وخرجوا من القرية،وبعد برهةٍ،قال العم أحمد:أما قلت لكم بأنني سأقبُّلها ولكنكم لم تصدقوني.
والأن قولوا لي ،قبَّلتها أم لا،فقالوا جميعاً نعم إنك قد قبِّلتها يا أحمد سلامو

10‏/02‏/2010

( خبز التنـور ) تراث وماضي من ريفنا







ألوان مختلفة من الأطعمة وأصناف متعددة بنكهات مختلفة تزين أطباق المنازل والمطاعم هذه الأيام ولكن إذا مر أحدكم بجانب تنور اعتمرت ناره وفاحت في المنطقة المحيطة به رائحة الخبز الطري لابد أن يستوقفه مشهد أصبح بالنسبة للبعض منّا من ذكريات الماضي لأن صناعة خبز التنور أصبحت نادرة ولكننا نلاحظ هذه الأيام انتشاراً كبيراً للسيدات اللواتي يخبزن على التنورحيث يقومون بصناعة الخبز .«كان أهل القرية يزرعون القمح في أراضيهم ومن لم يكن يزرعه كان يحرص على تأمين مؤونته السنوية من القمح الذي يطحن جزءاً منه ليتحول إلى طحين من أجل الخبز وكانت صناعة الخبز تمر بعدة مراحل فبعد عملية الطحين، كانت هنالك عملية العجن وكانت نساء القرية يعجن العجين في أوان نحاسية كبيرة يسمى الواحد منها معجن وتوضع الخميرة مع العجين من أجل عملية اختماره ولم تكن الخميرة في تلك الأيام سوى قرص عجين من عجنة سابقة كانت النساء في الحي الواحد يقرضنها لبعضهن وكانت المرأة أثناء عملية الخبز تحرص على ترك قرص عجين بدون خبز لتكون خميرة للعجنة التالية.تقوم المرأة بعملية العجن وهي جاثية على ركبتيها ويديها داخل المعجن تعجن العجين وقد شمرت أكمامها إلى أعلى ساعديها وشمرت تنورتها وربطتها إلى خصرها وتستخدم المياه الفاترة لصب الماء على الطحين شيئاً فشيئاً وعندما تكتمل عملية العجين يغطى وجه المعجن بقطعة من القماش الأبيض النظيف ثم شرشف نظيف فوقه وبعد ذلك يوضع المعجن في زاوية حتى يختمر العجين ويصبح جاهزاً لعملية الخبز. وكانت المرأة التي تقوم بعملية الخبز وهي صاحبة التنور تستعمل أثناء عملها عصى طويلة حوالي متر ونصف لتحريك الجمر وتقليبه في جوف التنور وأمام المرأة التي تقوم بعملية الخبز بلاطة حجرية مصقولة ونظيفة تنثر على سطحها قليلاً من الطحين قبل أن ترق العجين وهي تضرب رغيف الخبز بكلتا يديها بحركة إيقاعية سريعة تستخدم فيها أصابع وباطن كفيها ثم ترفعه بيديها وتلوح به في الهواء مرات ومرات لتكبر مساحة الرغيف وتقل سماكته وبعد ذلك وبحركة خفيفة تضعه على "المكمدة" وهي عبارة عن حشوة من القماش مبطنة بقماش أبيض على شكل دائرة قطرها خمسون سنتيمتراً وبعد وضع الرغيف على "المكمدة" تنحني قليلاً باتجاه حفرة التنور وتلصق العجين على جدار التنور الداخلي الساخن ليبدأ العجين ينضج شيئاً فشيئاً ثم تمد يدها لتخرج رغيفاً ناضجاً وتضعه في صدر التنور وهو مكان في زاوية الغرفة من الداخل وضع عليه شرشف نظيف لتوضع فوقه أرغفة الخبز الناضجة التي خرجت لتوها من التنور وهكذا تتم عملية الخبز.كانت عملية الخبز على التنور تتم بالدور وهناك من يخبز على البارد وهو مصطلح يعني بأن عملية الخبز تتم بعد أن تكون جمرات التنور قد خف توهجها وقلت حرارتها وكانت النساء حريصات على إشعال النار والانتظار إلى أن يخبو لهبها وتتحول إلى جمر مشتعل قبل البدء بعملية الخبز ويكون هناك تعاون بين الجارات من النساء في الحي الواحد في عملية الخبز وتقطيع العجين بشكل أقراص ومن ثم رق هذه الأقراص المرقوقة بدرجة قليلة إلى الخبازة لتتم عملية ترقيق هذه الأقراص وضربها بكلتا اليدين بباطن الكفين بحركة ايقاعية ثم تحويلها إلى أرغفة عجين تمهيدا لخبزها وكانت النساء في آخر العجنة تصنعن الفطائر المحشوة بأصناف متعددة من الأطعمة فكانت هناك فطائر الزعتر والقريشة والكشك والسلق والجبن واللحم والبطاطا المسلوقة بعد أن تتبل بالملح والفلفل وكانت هذه الفطائر رغم بساطتها شهية جدا، وبناء على طلب الأطفال وإلحاحهم كانت الأمهات تصنع لهم خبزاً مدوراً على شكل حلقة مفرغة يقال لها كعكة أو ربما قطعة خبز بشكل مستطيل يقال لها "مكوك».وفي نهاية عملية الخبز كانت صاحبة الخبز تترك لصاحبة التنور عدة أرغفة هي أجرتها وتترك أيضاً رغيفا في فرشة الخبز على صدر التنور كنوع من البركة للمرأة التي ستخبز بعدها وهي عادة متبعة وذلك للتدليل على استمرارية البركة والخير بين الناس وبعد وصول الخبز إلى البيت يتم إخراجه من المعجن وتوزيعه في أرض الغرفة على شراشف نظيفة ليجف قليلاً قبل أن يعاد للمعجن ويغطى بقطعة قماش نظيفة.

09‏/02‏/2010

أكراد فلسطين




الدكتور: محمد علي الصويركي

ارتبط وجود الكرد في فلسطين بشكل ملفت للنظر في القرون الوسطى وخصوصا بإحداث الصراع الإسلامي – الصليبي على بلاد الشام ومصر أيام الدولة النورية التي أسسها نور الدين زنكي، وبالدولة الصلاحية الأيوبية التي أسسها البطل الكردي الخالد صلاح الدين الأيوبي، وبعد هذه الفترة ظل الكرد يتوافدون إلى مدن وقرى فلسطين في العهود اللاحقة منذ أيام الدولة المملوكية والعثمانية والانتداب البريطاني حتى بدايات العصر الحديث، وكانوا يأتون إليها على شكل مجاهدين في الجيوش الإسلامية التي تشكلت منذ أيام نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي، وقد أعطى الأخير الكثير من الأمراء الكرد إقطاعات خاصة بهم في مدن فلسطين الرئيسية من اجل الدفاع عنها أمام الغزوات الصليبية القادمة، والعمل على صبغ البلاد بالطابع الإسلامي بعدما كانت فلسطين مملكة صليبية احتلت لأكثر من مائة عام، وأفرغت من سكانها الأصليين.فكانت سياسة صلاح الدين تقوم على إسكان الجنود الكرد في المدن الفلسطينية وإعطائهم إياها إقطاعات خاصة بهم، ومع الأيام شكل الكرد الموجودين في هذه المدن أحياء خاصة بهم في كل من القدس والخليل وعكا ونابلس وغزة، واشتهرت باسمهم" محلات الأكراد"(1). فعلى سبيل الذكر اسكن صلاح الدين (الكرد) في مدينة الخليل، ومع الأيام اخذوا ينافسون السكان على زعامة المدينة، فصار بها حلفان، الحلف الأيوبي الكردي، والحلف العربي التميمي، ودخل الحلفان في صدامات وصراعات عشائرية انتهت بهم إلى (مذبحة السلطان قايتباي) المملوكي سنة 878هـ/ 1473م، وكانت مذبحة فاحشة، نتج عنها تفرق الحلفان إلى جهات مختلفة في فلسطين، فتفرق الكرد إلى نابلس واللد والقدس وخان يونس، وانتهت الأمور بتدخل السلطان المملوكي آنذاك، حتى ضعفت شوكت الأيوبيين في الخليل في القرن التاسع عشر قبيل حملة إبراهيم باشا المصري على بلاد الشام 1830م(2). أما مدينة نابلس فقد منحها السلطان صلاح الدين الأيوبي لابن أخته حسام الدين لاجين بعد أن فتحها الأخير وأخرج الصليبيين منها، وأصبحت إقطاعاً له، وبعد وفاته انتقلت إلى الأمراء الكرد أمثال سيف الدين علي بن احمد الهكاري. كما شكل كرد نابلس أكثرية الجيش المملوكي، وكان من بينهم رجال إدارة وحكم مرموقين(3). واستمر مجيء العلماء ورجال الدين الكرد إلى مدن فلسطين في العصر المملوكي، فقد نزل الشيخ إبراهيم بن الهدمة الكردي قرية (سعير) الواقعة ما بين القدس والخليل، وكان صاحب كرامات، وأقام بها حتى توفي سنة 730هـ/1329م. كما نزل العالم بدر الدين الهكاري الصلتي وأبناؤه مدينة القدس قادمين إليها من مدينة السلط في شرقي الأردن، وكونوا ( حارة السلطية) نسبة إلى بلدة السلط التي قدموا منها، وتولى أحفاده إمامة المسجد الأقصى لعقود طويلة، وعرفوا بعائلة ( الإمام )، ولا يزالون يقيمون في القدس إلى اليوم(4). وكان عدد الكرد كبير في مدينة القدس، إذ شكلوا بها حارة خاصة بهم عرفت باسم " حارة الأكراد"، وكانت تقع غربي حارة المغاربة، وتعرف اليوم باسم حارة الشرف. وشهدت القدس استقبال عدد لا بأس به من علماء الأكراد أيضاً، مثل الشيخ احمد محمد الكردي البسطامي- شيخ البسطامية بها- الذي عمل في التدريس بالمدرسة الصلاحية الصوفية، وبقي فيها حتى توفي سنة 881هـ/ 1400م. والشيخ يوسف الكردي الذي درس بالمدرسة الصلاحية، والشيخ جبريل الكردي الذي كان من أهل الفضل، ومن أصحاب شيخ الإسلام الكمالي، والشيخ نجم الدين داود الكردي الذي درس بالمدرسة الصلاحية، والشيخ درباس الكردي الهكاري المدرس بالمدرسة الجاولية، وكان صالحاً معتقداً(5). كما توجد اليوم في ساحة الحرم القدسي الشريف ( القبة القيمرية )، نسبة إلى جماعة من المجاهدين الكرد القادمين من( قلعة قيمر) الواقعة في الجبال بين الموصل وخلاط ، ونسب إليها جماعة من الأمراء الأكراد، ويقال لصاحبها أبو الفوارس، ومن المدفونين في (القبة القيمرية ) الشهيد الأمير حسام الدين أبو الحسن بن أبي الفوارس القيمري المتوفى سنة 648هـ/1250م، والأمير ضياء الدين موسى بن أبي الفارس المتوفى سنة 648هـ/1250م، والأمير حسام الدن خضر القيمري المتوفى سنة 665هـ/1262م، والأمير ناصر الدين أبو الحسن القيمري المتوفى سنة 665هـ/1266م. ولا يزال أحفاد هؤلاء الأمراء يعيشون اليوم في القدس، وفي بلدة ( دورا ) بالخليل، ويعرفون ( بآل القيمري)(6). وقد هاجر قسم منهم بعد حرب حزيران 1967 إلى مدينتي عمان والزرقاء بالأردن. كما قدم الكرد الى القدس وجوارها خلال العهد العثماني، بعد أداء فريضة الحج، واقاموا في زاوية خاصة بهم وهي حي الأزبكية(7)، وعمل بعضهم في الجيش وقوات الأمن، إذ كان احمد محمد الكردي مستخدماً في قوات الأمن(8)، ومحمد فيروز الكردي مستخدماً في قوات الأمن(9)، وحسن قواس البرزاني الكردي مستخدما في الجيش(10). كما أشارت سجلات محكمة يافا الشرعية الى توطن عدد من الكرد في قضاء يافا في العهد العثماني (1864-1914م). حيث عملوا في الجيش وقوات الأمن داخل قضاء يافا وخارجه، وبعضهم آثروا البقاء في المنطقة بعد انتهاء خدماتهم العسكرية، كما تظهرُ حجج حصر التركات في محكمة يافا الشرعية(11). فكان حسن آغا الكردي القاطن في (سكنة ارشيد) بيافا أحد أفراد الجيش العثماني في قضاء يافا(12). وكان الحاج بكير آغا الكردي جاويش في العساكر العثمانية المرابطة في القضاء(13). وكان الحاج احمد آغا بن محمد القواس الكردي القاطن في مدينة الرملة يوزباشي زاندرمة في لواء بني غازي(14). وفي العهد العثماني شكل الجنود الكرد حارة خاصة بهم في مدينة غزة - مقر سنجق غزة العثماني- خلال القرن السادس عشر الميلادي(15). وعندما زار الرحالة التركي " أوليا شلبي" مدينة صفد عام 1671 م، ذكر بان معظم سكانها جند من الكرد، ولهم حارة خاصة باسمهم " حارة الأكراد"، وبها 200 دار(16). ويلاحظ بان الكرد استمروا بالقدوم إلى مدن وقرى فلسطين خلال العهد العثماني من حي الأكراد بدمشق، ومن الجزيرة، وديار بكر، طلباً للعمل والتجارة، أو العمل كموظفين واداريين، أو جنوداً في الجيش العثماني.
من أبرز العشائر والعائلات الكردية في فلسطين
- الأسرة الأيوبية الكبرى :
جاء في ( وثيقة الأسرة الأيوبية الكبرى) المنشورة عام 1946 أسماء العائلات المتفرعة من الأسرة الأيوبية الكبرى، وهم أكراد أيوبيون يعودون بأصولهم الكردية إلى الدولة الأيوبية، وكانوا ضمن من توطنوا في فلسطين بعد تحريرها من الاحتلال الصليبي، ويسكن أغلبيتهم اليوم في مدينة الخليل بشكل خاص والبقية في مدن فلسطين الأخرى، والأسرة الأيوبية الكبرى تضم العشائر والعائلات الكردية الآتية: أبو خلف، صلاح، الهشلمون، طبلت، جويلس، البيطار، حمور، زلوم، حريز، الربيحية، البرادعي، احمرو، الجبريني، امحيسن، أبو زعرور، عرعر، صهيون، الحزين، برقان، سدر، فخذ أبو سالم/ مرقه، المهلوس، رويشد، أبو الحلاوة، الحشيم، متعب، قفيشه. وكانوا يشكلون حوالي نصف أو ثلث سكان مدينة الخليل.وقسم منهم يسكن اليوم في مدن جنين ونابلس والقدس ويافا ومصر والأردن(17) .
-عائلة الإمام: يسكنون اليوم حول المدرسة الأمينية إلى الشمال من الحرم القدسي الشريف، ويعودون بأصولهم إلى العالم ضياء الدين محمد أبو عيسى الهكاري الصلتي القادم إليها من حارة الأكراد في مدينة ( السلط ) بالأردن خلال العصر المملوكي، وقد تولى أحفاده إمامة المسجد الأقصى لقرون طويلة، ومنها لبسهم لقب الإمام ولقبوا به إلى اليوم(18).
-آل زعرور: من أكثر العائلات الكردية عدداً، ويعودون بأصولهم إلى الأيوبيين، ويسكنون اليوم في العيزرية شرقي القدس، وفي مدينة الخليل(19).
- دار الملا: ، وهم أكراد من نسل ملا أو منلا علي حاكم الناصرة الذي ينتسبون إليه، ويسكنون مدينة الناصرة(20).
-آل سيف: يقال بأنهم من نسل آل سيفا الأكراد الذين حكموا طرابلس وعكار شمالي لبنان في القرن السادس عشر، وقد نزلوها بعد صراعهم مع المعنيين في جبل لبنان منذ قرون خلت(21).
-آل موسى وآل عيسى: عرفت ذريتهم بالبرقاوي نسبة إلى بلدة برقة بجوار نابلس، وينحدرون من آل سيفا الأكراد حكام طرابلس وعكار في شمالي لبنان في القرن السادس عشر، ويقيمون اليوم في قرية شوفه وكفر اللبد(22).
-آل القيمري: وهم من أحفاد الأمراء الأكراد الذين قدموا إلى فلسطين من منطقة ( قيمر) الواقعة في الجبال بين الموصل وخلاط في كردستان العراق، وقد استقروا في مدينة الخليل في عصر الدولة الأيوبية بصفتهم مجاهدين في جيش صلاح الدين الأيوبي، ولأجدادهم اليوم ( القبة القيمرية) القائمة في الحرم القدسي الشريف وتضم رفات بعض أمرائهم الذين استشهدوا في تلك الحروب (23)، ويسكن آل القيمري اليوم في بلدة( دورا) الخليل، وقسم منهم هاجر إلى عمان بالأردن.
من عائلات مدينة القدس: تضم مدينة القدس عدد من العائلات الكردية وهي: عائلة أبي اللطف، الكرد، الكردي، البسطامي،عليكو، الأيوبيون مثل: السائح، أبو غليون، ، عكه، قفيشه، غراب، أبو حميد، الأيوبي، الحزين، سدر، مرقه، علوش، الجبريني، البرادعي، فراح،امحيسن،متعب،الأيوبي، زلوم، حريز، اعسيلة . ويذكر بأن الكرد قدموا الى القدس وجوارها بعد أداء فريضة الحج، واقاموا في زاوية خاصة بهم وخصوصا في حي الأزبكية، وعمل بعضهم في الجيش وقوات الأمن.(24).
ومن العائلات الكردية الأخرى المقيمة في القرى والمدن الفلسطينية: الشحيمات فرع من عشيرة البشاتوه كانوا يقيمون في قرى (كوكب الهوا ، والمزار، والبشاتوة) في قضاء بيسان، وقد هاجر أغلبيتهم إلى غور الأردن واستقروا به في مدينة الشونة الشمالية والمنشية ووقاص واربد بعد عام 1948(25). وهناك عائلات:الآغا في مدينة (صفد)، والكردي في قرية ( دير البلح)، والكردي والكنفاني في مدينة (عكا)، والكردي وفشري من الأيوبية في مدينة ( اللد)، والأكراد الأيوبية في قرية الربيحية / قضاء الخليل، واللحام في بلدة (صوريف)، والكردي في مدينة طبرية، والظاظا في مدينة ( بيسان)، وأبو زهرة والكردي وزلوم والسائح في مدينة ( نابلس)، وعائلات الناجي، باكير، علوه، في طيرة حيفا، وهم من اصل كردي قدموا اليها من ديار بكر، وهم من ذراري ثلاثة أقرباء وهم: بكوه( باكير)، و علوه( علي)، وحسوه( حسن) وكان يقيمون في (طيرة حيفا)،وبعد عام 1948 هاجروا الى الأردن، وهناك آل مراد الكردي، والآغا، والظاظا، والكردي في قطاع غزة، والكردي في ( مخيم عائدة ) بجوار بيت لحم، والآغا في مدينة( خان يونس)، والكردي في مدينة ( بئر السبع)، وأبو زهرة في ( يطا ) قرب نابلس، وأكراد البقارة والغنامة في قضاء طبرية، والكردي في قريتي ( حوارة وحواسة)، والكردي في مدينة ( الرملة)، والكردي في قرية ( عين عريك) ، والكرد في ( القدس والخليل ودير البلح وبيت طيما)، والأيوبي والسعدية من الأسرة الأيوبية في مدينة ( يافا)، وآل أبو الهيجا في قرية (عين حوض)(26)....
مدينة غزة: عاشت عائلة الظاظا في قرية" الكوفخة" في منطقة بير السبع حتى عام 1948، وعندما تعرضت القرية للهدم والتجريف رجعوا الى مدينة غزة، ويقول أحد أفراد عائلة الظاظا بان أساس العائلة من أكراد كردستان وقد جاء جدهم الى غزة أيام الدولة العثمانية بحكم وظيفته، وكان اسمه الحاج مصطفى الظاظا، وانجب ولدين هما عبد الحميد، و(عبد ربه) الذي ذهب مع وأولاده عبد الرحمن وديب وسكن في قرية الكوفخة وعملوا في الفلاحة وتربية الأغنام والجمال(27)، وبعد تدمير هذه القرية 1948نزلوا مدينة غزة.(28)
مدينة طبرية: وفي طبرية تسكن عائلة الكردي التي تنتمي الى عشيرة الايزولي الكردية في سوريا(29). وقد عينت حكومة الانتداب البريطاني السيد محمد أيوب ظاظا(أبو أيوب الكردي) مختاراً للمسلمين في مدينة طبرية، وهناك عائلة بكداش، وعائلة خليل الكردي(جرس)، وعائلة ظاظا وجدهم هو الحاج درويش ظاظا، وعائلة بكر آغا (ازولي)وجدهم بكر صدقي آغا (أزولي)(30).
مدينة يافا: أشارت سجلات محكمة يافا الشرعية إلى توطين عدد من الكرد في قضاء يافاء في العهد العثماني(1864-1914م). إذ عملوا في الجيش وقوات الأمن داخل قضاء يافا وخارجه، وبعضهم آثروا البقاء في المنطقة بعد انتهاء خدماتهم العسكرية، كما تظهر حجج حصر التركات في محكمة يافا الشرعية(31). فكان حسن آغا الكردي القاطن في سكنة ارشيد بيافا أحد أفراد الجيش العثماني في القضاء (32). وكان الحاج بكير آغا الكردي جاويش في العساكر العثمانية المرابطة في القضاء(33). وكان الحاج احمد آغا بن محمد القواس الكردي القاطن في مدينة الرملة يوزباشي زاندرمة في لواء بني غازي(34). ونتيجة للصراع العربي- الإسرائيلي الذي جرى في فلسطين وخصوصا حربي عام 1948، وعام 1967م هاجر الكثير من العائلات الكردية السابقة الذكر إلى بعض الدول العربية المجاورة كسوريا ولبنان ومصر والعراق والأردن ودول الخليج، والى بعض الدول الأوروبية وأمريكا. يلاحظ بان أغلبية كرد فلسطين قد استعربوا ، وذلك بسبب وجودهم في فلسطين منذ عشرات السنين والتي تعود إلى حوالي تسعمائة سنة أيام الحروب الصليبية، فكانت هذه الفترة الزمنية الطويلة كفيلة بتعريبهم وصهرهم في بوتقة المجتمع العربي الفلسطيني، ولم يعد يربطهم بكرديتهم أي شيء سوى قول بعضهم (بان أصولنا كردية)، بل يذهب البعض منهم إلى التشكيك بهذه أصولهم الكردية المعروفة على الرغم بأنها مثبته في العديد من المراجع والمصادر. ولهذا فان أغلبية كرد فلسطين ليس لديهم شعور قومي كأكراد، أضف إلى ذلك ما سببته لهم ظروف النكبة الفلسطينية من مآسي وويلات، فقد جردوا من أملاكهم وأراضيهم وشردوا في بقاع الأرض، فكان همهم الأول منصباً على تأمين لقمة العيش والمسكن، وعدم الالتفات إلى الجذور والأصول والبحث عنها، فهي بنظرهم لم تعد تفيدهم بشيء أمام وطأة العدوان، والتشرد في بقاع الأرض، كما أن تشتتهم في الكثير من دول العالم حال دون تجمعهم والتفافهم في روابط عشائرية تقودهم إلى البحث عن أصولهم الكردية البعيدة، وغرس هذه الشعور لدى أبنائهم.. وعلى الرغم مما سبق، يمكن استثناء عدد قليل من الكرد الذين لازالوا محافظين على كرديتهم، ويعتزون بهذا الانتماء، ولديهم مشاعر قومية، ويمكن حصرهم بالكرد الذين قدموا إلى فلسطين في أواخر العهد العثماني، أو من الذين يحملون اسما عائليا يدل في معناه على كرديتهم، وهذا ما تلمسه لدى بعض العائلات الآتية: ( الكردي، الكرد، ظاظا، الآغا، القيمري...)، وهؤلاء يتواجدون اليوم في مدن فلسطين ، أو في دول المهجر، مثل سورية والأردن، والبعض منهم أعضاء في جمعية صلاح الدين الأيوبي الكردية في عمان بالأردن.




--------------------------------------------------------------------------------


المصادر * عن محلات الأكراد: انظر كتاب "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل" للحنبلي، عمان، مكتبة المحتسب، 1973. ص77-78، وكتاب" ولاية بيروت (القسم الجنوبي)، لمحمد بهجت الأثري، مطبعة الأجيال، بيروت، 1335هـ، ص348.1)محمد سعيد صافي : مدينة الخليل في العصر المملوكي، رسالة ماجستير غير منشورة، اربد: جامعة اليرموك،1996،ص45-46، الحنبلي: الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل،2/ص77،78،398-3002)رئيسة العزة: نابلس في العصر المملوكي، رسالة ماجستير غير منشورة، اربد: جامعة اليرموك، 1995، ص71-72، سعيد البيشاوي: نابلس خلال العصور الصليبية، 1991، مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، 2/631943)محمد خريسات: السلط دراسة عمرانية، مقال في مجلة دراسات، الجامعة الأردنية،ص27، فائز أبو فروة: مدائن فلسطين، عشائر فلسطين، عمان: دار الجليل، 1991، ص1714)الحنبلي: الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل،ص2، 38، 106، 153، 197، 198، 3615)رائف نجم: كنوز القدس، عمان، 1991، 6)ياقوت الحموي: معجم البلدان، بيروت: دار صادر، 1979. 4/ص3424 7)زياد عبد العزيز المدني: مدينة القدس وجوارها في أواخر العهد العثماني 1831-1918، عمان، 2004ص 232 ، وفيه:سجل شرعي القدس رقم 383، 10 ربيع الأول 1311هـ/ 26 أيلول 1893مص167، سجل شرعي القدس رقم 384، 16 رمضان 1309هـ/ 30 آذار 1892م ص27، سجل شرعي القدس رقم407، 24 شوال 1330هـ/13 أيلول 1912ص 2048)المرجع السابق: سجل شرعي القدس رقم 378، 9 جمادى الأولى 1307هـ/24 كانون الأول 1889مص129)المرجع السابق: سجل شرعي القدس رقم 388، 7 جمادى الأولى 1305هـ/15 كانون الثاني 1888مص1210)المرجع السابق :سجل شرعي القدس رقم 378، 9 جمادى الأولى 1307هـ/24 كانون الأول 1890م ص 1211)المرجع :محمد سالم غيثان الطراونة: قضاء يافا في العهد العثماني: دراسة اقتصادية اجتماعية (1281-1333هـ /1864-1914م)، عمان، وزارة الثقافة، 2000،ص474-475 ومنه السجلات الاتية: سجل شرعي يافا رقم 24،13/ذا/ 1284هـ/ 1867م، سجل شرعي يافا رقم 90، ش/1321هـ/1903م. قضاء يافا في العهد العثماني:دراسة اقتصادية اجتماعية(1281-1333هـ/1864-1914م، ،ص474-47512)المرجع السابق: سجل شرعي يافا رقم 119م645، 20/ذ/1328هـ/1910م،ص278، قضاء يافا في العهد العثماني:دراسة اقتصادية اجتماعية(1281-1333هـ/1864-1914م، ،ص474-475 13)المرجع السابق: سجل شرعي يافا رقم 24، 13/ذ/1284هـ/1867م،ص186، قضاء يافا في العهد العثماني:دراسة اقتصادية اجتماعية(1281-1333هـ/1864-1914م، ،ص474-47514- )المرجع السابق: سجل شرعي يافا رقم 47، ح16/29/ل/1310هـ/1892م،ص95، سجل شرعي يافا رقم 55، ص/1311هـ/1893م،ص56، قضاء يافا في العهد العثماني:دراسة اقتصادية اجتماعية(1281-1333هـ/1864-1914م، ،ص474-475 15)سليم المبيض: غزة وقطاعها، 1987، ص419، محب الدين الحموي: حادي الأظعان النجدية إلى الديار المصرية، جامعة مؤته، الكرك،1993، ص10316)محمد الصويركي: الأكراد الأردنيون، عمان، دار سندباد،2004،ص41-42 17)فائز أبو فروة: عشائر فلسطين، ص171، محمد خريسات: دراسات في تاريخ السلط، عمان:وزارة الثقافة، 1997،ص1918)فائز أبو فروة: مرجع سابق، ص71، 21319)حسين حمادة: تاريخ مدينة الناصرة وقضاؤها، عمان: دار منارات، 1982، ص99، محمد شراب: معجم العشائر الفلسطينية، عمان، المكتبة الأهلية، عمان،2002، ص91920)إحسان النمر: تاريخ جبل نابلس والبلقاء، دمشق، 1938،ص13321)إحسان النمر: مرجع سابق، ص13322)محمد العملة: انساب العشائر الفلسطينية، عمان:1991.1/ص228،23023)رائف نجم: كنوز القدس، عمان، 1991، 24)سجل شرعي القدس رقم 383، 10 ربيع الأول 1311هـ/ 26 أيلول 1893مص167، سجل شرعي القدس رقم 384، 16 رمضان 1309هـ/ 30 آذار 1892م ص27، سجل شرعي القدس رقم407، 24 شوال 1330هـ/13 أيلول 1912ص 204 25)محمد احمد أبو زبيد: قضاء بيسان، عمان، رابطة الكتاب،2001.ص94،100بيسان: الظاظا، الشحيمات في قرية المزار قبل نكبة 194726)محمد شراب: مرجع سابق، ص792، 907، 842،845، 907، 507، 750، 592، 842، 910، 919، نبيل الآغا: مدائن فلسطين،313، 296، أبو راشد: طيرة الكرمل، اربد، 1993، ص49، زهير غنايم: لواء عكا في عهد التنظيمات العثمانية، بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1999،ص143، الوثائق الهاشمية، فلسطين 1948عمان: جامعة آل البيت، القسم الأول،1995،ص7، محمد العملة: انساب العشائر الفلسطينية، 1/ص82،83، 228، 230، إحسان النمر: تاريخ جبل نابلس والبلقاء،ص 13327)شريف كناعنة، رشاد المدني: القرى الفلسطينية المدمرة: الفالوجة والكوفخة. المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة:إيسيسكو، عمان،1992.ص149 28)لهم شجرة نسب في المصدر السابق، ص150، واشارة(.....) تعني أن الشخص له أولاد واسمهم غير متوفر لدى الراوي والكاتب معاً29)طبرية تراث وذكريات/سعيد خوري، مصطفى سحتوت، دار الشجرة، ط2، 2001،ص15530)المرجع السابق،ص97، 104،115،143 31)المرجع :محمد سالم غيثان الطراونة: قضاء يافا في العهد العثماني:دراسة اقتصادية اجتماعية(1281-1333هـ/1864-1914م، عمان، وزارة الثقافة، 2000،ص474-475سجل شرعي يافا رقم 24،13/ذا/ 1284هـ/ 1867م، سجل شرعي يافا رقم 90، ش/1321هـ/1903م. قضاء يافا في العهد العثماني:دراسة اقتصادية اجتماعية (1281-1333هـ/1864-1914م، ،ص474-47532)المرجع السابق: سجل شرعي يافا رقم 119م645، 20/ذ/1328هـ/1910م، ص278، قضاء يافا في العهد العثماني:دراسة اقتصادية اجتماعية (1281-1333هـ/1864-1914م، ،ص474-47533)سجل شرعي يافا رقم 24، 13/ذ/1284هـ/1867م،ص186، قضاء يافا في العهد العثماني:دراسة اقتصادية اجتماعية(1281-1333هـ/1864-1914م، ،ص474-47534)المرجع السابق: سجل شرعي يافا رقم 47، ح16/29/ل/1310هـ/1892م، ص95، سجل شرعي يافا رقم 55، ص/1311هـ/1893م،ص56، قضاء يافا في العهد العثماني:دراسة اقتصادية اجتماعية(1281-1333هـ/1864-1914م، ، ص474-475.