Hûn Bi Xêr Hatin Malpera Xwe

11‏/01‏/2010

الدرباسية


الدرباسية




سبب تسمية هذه المدينة باسم الدرباسية هو تيمناً باسم القديس مار آسيا الذي كانت له كنيسة رئيسية فخمة في قريتهم المنصوريّة (تركيا) ومن يقف خارج مدينة الدرباسية ويتطلع إلى شمالها يرى الطريق مفتوحاً أمامه إلى كنيسة القديس مار آسيا في المنصورية، لذلك استهوى هذا الموقع أولئك الهاربين من طاغوت العثمانييّن، وأطلقوا عليه في حينه (درب القديس مار آسيا) واختصاراً (درب آسيا) وهذه الكلمة المركبة تُلفظ اليوم وكأنها كلمة واحدة (الدرباسية) بعد أن أضيفت إليها “أل التعريف” حسب خصوصية اللغة العربية . فهذا اللفظ مركب من كلمتين (درب) و (آسيا) أما اللفظ الأول فقد ورد في قاموس المصباح: ” الدرب هو المدخل بين جبلين والجمع دروب وليس أصله عربياً والعرب يستعمله في معنى الباب.

أما لفظة آسيا فهي الأخرى سريانية: ܐܣܝܐ أي الطبيب والحكيم الذي يشفي أمراض الناس وهنا تعني القديس مار آسيا الذي سمي كذلك بالسريانية لأن الله كان قد خصّه بموهبة شفاء الأمراض .

قد يتساءل المؤمن القارئ كيف ذلك؟

الجواب: إن وجود كنيسة القديس مار أسيا التي كانت في المنصورية جنوب ماردين (في تركيا حالياً) قديم جداً يرجع إلى مئات السنين، وكان معلوماً عند الناس في هذه المنطقة بأن القديس مار أسيا الحكيم هو شفيعٌ للمرضى، ولذا فإن الناس من كل الجهات كانت تحمل مرضاها قاصدة الكنيسة التي على اسمه في المنصورية لنيل الشفاء من ربنا يسوع المسيح بشفاعته، وإن مرور الناس عبر السنين من جهة الجنوب كان عبر هذه الكورة التي تسمى اليوم بالدرباسية. وحيث كان الناس قديماً يتكلم معظمهم اللغة السريانية لذا فإن هذه المنطقة والطريق الذي يمرّ منها مؤدياً إلى المنصورية حيث كنيسة مار أسيا أطلقوا عليها باللغة السريانية الخالدة “ܕܰܪܒܳܐ ܕܐܳܣܝܽܘܬܳܐ” لفظها بالعربية (دربو دأسيوثو) ترجمتها (طريق الشفاء). وحينما تعربت طريقة لفظ الكلمة أصبحت درباسية، ومع إضافة أل التعريف أصبحت الدرباسية). ولا يفوتنا أن نذكر ملاحظة هامة وهي أن الدرباسية كانت القرية التركية المُقابلة اليوم للدرباسية السورية اللتان يفصل بينهما خط الحدود. وحينما رحل أبناء شعبنا من المنصورية إلى سورية بسبب الاضطهادات التي حدثت لهم فإنهم قاموا ببناء كنيسة مار أسيا ومن حولها المدينة وسمّوها الدرباسية. وأما اليوم فإن درباسية تركيا قد حُول اسمها وأصبح (شينْيورت).